عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

والتمني والعرض إذا قصد السببية نحو أسلم تدخل الجنة ولا تكفر تدخل الجنة وامتنع لا تكفر تدخل النار خلافا للكسائي لأن التقدير ½إن لا تكفرِ¼ الأمر صيغة يطلب بها الفعل من الفاعل المخاطب بحذف حرف المضارعة

أشربه¼ (و) بعد (التمنّي) نحو ½ليتك تجتهد تفز¼ (والعرض) نحو ½ألا تجالس الصالحين تصب خيراً¼ أي: إن تجالس الصالحين تصب خيراً, وإنما تقدّر ½إنْ¼ بعد هذه الأشياء الخمسة (إذا قُصد السببية) أي: أريد أنّ ما قبل المضارع هو سبب للمضارع, فإنْ لم يقصد السببية لم يجز التقدير والجزم, بل وجب الرفع  قال تعالى ﴿فَهَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا [٥]يَرِثُنِي﴾ [مريم:٦,٥] وقال تعالى ﴿وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ﴾ [الأعراف:١٨٦] (نحو ½أسلم تدخلِ الجنة¼) أي: إن تسلم تدخلِ الجنة, فإنّ الإسلام سبب لدخول الجنة (و) نحو (½لا تكفر تدخل الجنة¼) أي: إن لا تكفر تدخل الجنة, فإنّ عدم الكفر سبب لدخول الجنة, وإنما قدّر ههنا الفعل المنفي؛ لأن ½إنْ¼ إنما تقدر بعد النهي إذا كان السبب للمضارع تركَ الفعل نحو ½لا تفعل الشرّ يكن خيراً لك¼ أي: إن لا تفعل الشرّ إلخ, فعدمُ فعل الشرّ وتركُه سبب لحصول الخير, فلا يجوز أن يقال ½لاتدنُ من الأسد يأكلك¼؛ لأن سبب الأكل هو الدنو لا تركه (و) لهذا (امتنع) قولك (½لا تكفر تدخل النار¼) عند الجمهور (خلافاً للكسائي) فإنه يجوّزه, وإنما امتنع عندهم (لأن التقدير) أي: تقدير القول المذكور عندهم (½إن لا تكفر) تدخل النار¼, ولا يخفى فساده, والتقدير عنده ½إن تكفر تدخل النار¼ بقرينة العرف, ولا فساد فيه, والحاصل أنه يقدر بعد النهي الشرطُ المنفي عند الجمهور بقرينة النهي فإن المقدر يجب أن يكون مثل المظهر إثباتاً ونفياً, ويجوز تقدير الشرط المثبت عند الكسائي بقرينة العرف, ولما فرغ من المضارع شرع في  الأمر فقال (الأمر) المعروف الحاضر: (صيغة) بمنزلة الجنس البعيد, شامل لكل أمر وغيره (يطلب بها) احتراز عن الماضي والمضارع (الفعل) احتراز عن النهي؛ لأن المطلوب به هو الترك (من الفاعل) احتراز عن الأمر المجهول مطلقاً؛ فإنّ المطلوب منه فيه هو المفعول؛ حيث يطلب منه قبول الفعل (المخاطب) احتراز عن الأمر الغائب والمتكلم (بحذف حرف المضارعة) احتراز عن مثل ½صهٍ¼ بمعنى ½اسكت¼ و½رويد¼ بمعنى ½أمهل¼؛ فإن الطلب به ليس بحذف حرف المضارعة, وإذا أريد بقوله ½صيغة¼ صيغةُ فِعل, لم يدخل أصلاً, والتقييد حينئذ بقوله ½بحذف حرف المضارعة¼ لإخراج مثل ½فلتفرحوا¼, أو لبيان أنه معتبر في مفهومه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257