عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

الإعراب ما اختلف آخره به ليدل على المعاني المعتورة عليه 

عن التلفظ صار الاختلاف تقديرا, والرابعة: أن يكون تقديرا ذاتا حكما نحو ½رأيت مقيمي الصلاة ومررت بمقيمي الصلاة¼ فإن الياء لما سقطت عن التلفظ صار الاختلاف تقديرا, والخامسة: أن يكون لفظا صفة حقيقة نحو ½جاء زيد ورأيت زيدا ومررت بزيد¼, والسادسة: أن يكون لفظا صفة حكما نحو ½رأيت مسلمات ومررت بمسلمات¼ فإن الكسرة فيه بعد الناصب علامة النصب وبعد الجار علامة الجر فاختلف الآخر حكما, وكذا في ½رأيت أحمد ومررت بأحمد¼ والسابعة: أن يكون تقديرا صفة حقيقة نحو ½جاء فتى ورأيت فتى ومررت بفتى¼ فإن أصله فَتَيٌ وفَتَياً وفَتَيٍ, انقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار الاختلاف تقديرا, والثامنة: أن يكون تقديرا صفة حكما نحو ½رأيت حبلى ومررت بحبلى¼ فإن ½الحبلى¼ لما كان غير منصرف كان الجر أيضا فيه بتقدير الفتحة لا بتقدير الكسرة فصار الاختلاف فيه تقديرا هذا, ولما فرغ من تعريف المعرب وبيان حكمه شرع في تعريف الإعراب, وإنما قدم المعرب على الإعراب مع أنه مأخوذ منه والمأخوذ منه مقدم على المأخوذ لأن الإعراب صفة والمعرب موصوف والموصوف مقدم على الصفة فقال: (الإعراب ما) أي: شيء (اختلف آخره) أي: آخر الاسم, والاسم وإن لم يكن مذكورا صريحا لكنه يدل عليه لفظ ½المعرب¼ دلالة الصفة على الموصوف لأن المراد به الاسم المعرب فلا يلزم الإضمار قبل الذكر (به) أي: بسبب ذلك الشيء, ثم قوله ½ما¼ يشمل المحدود وغيره من العامل والمعنى المقتضي للإعراب, وقوله ½اختلف آخره به¼ احتراز عن العامل والمعنى المقتضي للإعراب؛ لأن الباء سببية والمتبادر من السبب هو السبب القريب وهو ما يكون سببا بلا واسطة والعامل والمعنى المقتضي للإعراب من الأسباب البعيدة؛ لأن العامل سبب الاختلاف بواسطة المعنى المقتضي للإعراب وهو أيضا سبب الاختلاف بواسطة الإعراب وهو أيضا سبب الاختلاف لا بواسطة فالسبب القريب للاختلاف هو الإعراب لا غير, وقد تم بهذا القدر تعريف الإعراب جمعا ومنعا لكنه بين فائدة اختلاف وضع الإعراب بقوله (ليدل) فاللام متعلِّقة بقوله ½اختلف¼ وضمير ½يدل¼ راجع إلى ½ما¼ (على المعاني) من الفاعلية والمفعولية والإضافة (المعتورة) اسم الفاعل من الاعتوار وهو أخذ أحد شيئا بعد أحد على سبيل البدلية لا على سبيل الاجتماع (عليه) أي على المعرب متعلِّق بقوله ½المعتورة¼ ومفعول به له و½المعتورة¼ وإن كان متعديا بنفسه كما أشرنا إليه لكنه عدي هاهنا بـ½على¼ لتضمينه معنى ½الورود¼ فالمعنى أن ما به الاختلاف ليدل على الفاعلية والمفعولية والإضافة الآخذة اسما معربا حال كونها واردة عليه على سبيل البدلية, فإن ما به اختلاف آخر ½زيد¼ أعني الرفع والنصب والجر في قولك ½جاء زيد ورأيت زيدا ومررت بزيد¼ يدل على تلك المعاني حال كونها واردة على


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257