عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

والقصة يفسر بالجملة بعده ويكون منفصلا ومتصلا مستترا وبارزا على حسب العوامل مثل هو زيد قائم وكان زيد قائم وإنه زيد قائم وحذفه منصوبا ضعيف إلا مع ½أن¼ إذا خففت فإنه لازم أسماء الإشارة ما وضع لمشار إليه وهي ½ذا¼ للمذكر ولمثناه ذان وذين

[الإخلاص:١] (و) يسمّى ½ضمير (القصة¼) إذا كان مؤنثاً كقوله تعالى ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ﴾ [الحج:٤٦], وإنما يتقدم هذا الضمير للتعظيم والإجلال؛ لأن ذكر الشيء مبهماً أولاً ثم ذكره مفصلاً يوجب في النفس تعظيماً وإجلالاً, وإنما يسمّى هذا الضمير ضمير الشان والقصة؛ لأنه عائد إلى ما هو معهود في الذهن من شان وقصة (يفسّر) ذلك الضميرُ (بالجملة) المذكورة (بعده) أي: بعد الضمير, ثم قوله ½يسمّى ضمير الشان والقصة¼ جملة معترضة أدخلت بين الموصوف أعني قوله ½ضمير غائب¼ وبين الصفة أعني قوله ½يفسّر بالجملة بعده¼ لبيان الواقع (ويكون) الضمير الذي يسمّى بضمير الشان والقصة (منفصلاً ومتصلاً) وإذا كان متصلاً يكون (مستتراً وبارزاً على حسب العوامل) فإن كان عامل هذا الضمير معنوياً كان الضمير منفصلاً (مثل ½هو زيد قائم¼ و) إن كان لفظياً فإن كان صالحاً لاستتار الضمير كان الضمير مستتراً مثل (½كان زيد قائم¼ و) إن لم يكن صالحاً له كان الضمير بارزاً مثل (½إنه زيد قائم¼) فإن الحرف لايصلح لاستتار الضمير فيه (وحذفُه) أي: حذفُ هذا الضمير حال كونه (منصوباً ضعيف) أي: جائز مع ضعف كقولك ½إنّ زيد قائم¼ برفع الجزئين, أما حذفه مرفوعاً فلا يجوز أصلاً لكونه عمدة (إلاّ مع ½أنّ¼) مستثنى مفرّغ, أي: حذفه منصوباً ضعيف مع كل عامل إلاّ مع ½أنّ¼ المفتوحة (إذا خفّفت) أي: أسكنت ½أنّ¼ (فإنه) الفاء للتعليل, أي: لأن حذفه منصوباً (لازم) لئلا يفوت التخفيف المطلوب ههنا كقوله تعالى ﴿وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [يونس:١٠] ولما فرغ عن بيان المضمرات شرع في بيان أسماء الإشارة فقال (أسماء الإشارة ما) أي: أسماء (وضع) كل واحد منها (لـ) معنى (مشارٍ إليه) بالإشارة الحسّيّة, وهي الإشارة بالجوارح والأعضاء, وقوله تعالى ﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ﴾ [الأنعام:١٠٢] محمول على التجوّز تنزيلاً له منزلة المحسوس المشاهد؛ إذ ما من شيء إلاّ ويدل عليه تعالى (وهي) أي: أسماء الإشارة (ذا) حال كونه (للمذكر) الواحد (ولمثنّاه) أي: لمثنّى المذكر (½ذان¼) حالة الرفع (و½ذين¼) حالتي النصب والجر, واختلف النحاة في مثنّاه فذهب الأكثرون إلى بنائه لقيام علّة البناء وهي مشابهة الحرف في الاحتياج, واختلافه رفعاً ونصباً وجراً صيغيّ وضعي غير مضاف


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257