عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

الثاني حرف الردع كلا وقد جاء بمعنى حقا تاء التأنيث الساكنة تلحق الماضي لتأنيث المسند إليه فإن كان ظاهرا غير حقيقي فمخير وأما إلحاق علامة  التثنية والجمعين فضعيف

القسم (الثاني) أي: فهو معمول الشرط المحذوف, فهذا القائل اختار المحاكمة بين القولين الأولين, ولمّا فرغ من حروف الشرط شرع في حرف الردع فقال (حرف الردع) أي: حرف المنع والزجر, وهو (½كلاّ¼) معناه ½ليس كذلك¼ كقولك ½كلاّ¼ لمن قال لك ½فلان يبغضك¼, قال الله تعالى ﴿رَبِّ ٱرۡجِعُونِ [۹۹] لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُ كَلَّآ﴾ [المؤمنون:١٠٠,٩٩] وقال تعالى ﴿يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ [۱۰]كَلَّا﴾ [القيامة:١١,١٠] وقال تعالى ﴿قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ[٦١]قَالَ كَلَّآ﴾ [الشعراء:٦٢,٦١] (وقد جاء) لفظ ½كلاّ¼ (بمعنى ½حقًّا¼) أي: لتحقيق مضمون الجملة, وحينئذ قد يجري مجرى القسم فيجاب باللام كقوله تعالى ﴿ كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ﴾ [العلق:٦] وقد لا يجري نحو قوله تعالى ﴿كَلَّا بَلۡ تُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ ﴾ [القيامة:٢٠], واعلم أنه وقع في القرآن الكريم ½كلاّ¼ في ثلاثة وثلاثين موضعاً لا يصحّ في جميعها كونها للردع فزادوا معنى ثانياً فقال الكسائي إنه قد يكون بمعنى ½حقًّا¼, وقال أبو حاتم إنه قد يكون بمعنى ½أَلاَ¼ الاستفتاحية, وقال نصر بن شميل إنه قد يكون حرف جواب بمنزلة ½إِيْ¼ و½نَعَمْ¼, ولما فرغ من حرف الردع شرع في تاء التأنيث الدالّة على تأنيث المسند إليه فقال (تاء التأنيث الساكنةُ) صفة ½تاء¼, وفيه احتراز عن تاء التأنيث المتحركةِ نحو ½قائمة¼؛ فإنها تلحق الاسمَ لتأنيث الاسم لا لتأنيث المسند إليه, وليست معدودة في الحروف؛ لأنها مختصّة بالاسم حتّى صارت كالجزء منه وأجري الإعراب عليها (تلحق) هذه التاءُ الفعلَ (الماضيَ لـ) أجل (تأنيث المسند إليه) نحو ½هند ضَُرَِبَتْ¼ (فإن كان) المسند إليه اسماً (ظاهراً غيرَ) مؤنثٍ (حقيقيٍّ فـ) أنت (مخيَّر) أي: فلك الخيار بين إلحاقِ التاء بالفعل وعدمِه نحو ½طلعت الشمس¼ و½طلع الشمس¼, وهذه المسئلة قد مرّت في مبحث المؤنّث إلاّ أنها هناك مقصودة بالذات؛ لأن الحكم فيها على الاسم المؤنث قصداً, وهي ههنا إنما ذُكِرت تبعاً للحكم السابق وهو لحوق التاء لتأنيث المسند إليه؛ لأنه يتبادر من هذا الحكم وجوب اللحوق في جميع الصور فأخرج منه هذه الصورة فكأنه استثناء منه, ولذا اكـتفى بهذا القدر ولم يستوفِ بيان جميع صور الإلحاق (وأمّا إلحاق علامة التثنية والجمعين) أي: جمعي المذكر والمؤنث بالفعل الماضي أو المضارع أو الصفة للتنبيه على تثنية المسند إليه وجمعه كأنْ تقول ½ضربا الزيدان¼ و½ضربتا الهندان¼ و½ضربوا الزيدون¼ و½ضربن النساء¼ و½يضربون الزيدون¼ و½زيد شاعرون غلمانه¼ (فـ) هو (ضعيف)؛ لأن علامة التثنية


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257