عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

كل ثان بإعراب سابقه من جهة واحدة النعت تابع يدل على معنى في متبوعه مطلقا وفائدته تخصيص أو توضيح وقد يكون لمجرد الثناء أو الذم

على ½فواعل¼ لكنه نقل في عرف النحاة من الوصفية إلى الاسمية والفاعل الاسمي يجمع عليه, واللام في ½التوابع¼ للجنس فلا يلزم تعريف الأفراد (كل ثان) أي: كل متأخّر, وهذا بمنزلة الجنس يشمل التابع وغيره من خبر ½كان¼ و½إنّ¼ وخبر المبتدأ والمفعول الثاني والحال ونحوِ ذلك لأن كلّها ثوان (بإعراب سابقه) الجار والمجرور صفة لـ½ثان¼ أي: كائن بإعراب سابقه, وفيه احتراز عن نحو خبرِ ½كان¼ و½إنّ¼ ممّا ليس كائنًا بإعراب سابقه (من جهة واحدة) حال من ½إعراب¼ أي: حال كون إعرابهما من مقتضٍ واحد كقولك: ½جاءني رجل عاقل¼ فرفع ½عاقل¼ من جهة فاعليّة لا من جهة أخرى, وفيه احتراز عن نحو خبر المبتدأ والمفعول الثاني ممّا ليس كائنًا بإعراب سابقه من جهة واحدة بل من جهة أخرى, فإن التجرّد عن العوامل اللفظية من حيث إنه يقتضي مسندًا إليه عامل في المبتدأ ورافع له, ومن حيث إنه يقتضي مسنداً عامل في الخبر ورافع له, وكذا ½ظننت¼ مثلاً من حيث إنه يقتضي مظنوناً فيه عامل في المفعول الأوّل وناصب له, ومن حيث إنه يقتضي مظنونًا عامل في المفعول الثاني وناصب له, وكذا ½أعطيت¼ مثلاً من حيث إنه يقتضي آخذاً عامل في المفعول الأول وناصب له, ومن حيث إنه يقتضي ماخوذاً عامل في المفعول الثاني وناصب له, فليس ارتفاع المبتدأ والخبر أو انتصاب المفعول الأول والثاني من جهة واحدة, واعلم أنّ التوابع على خمسة أقسام أحدها (النعت) قدمه على سائر التوابع؛ لأنه أكثر استعمالاً وأوفر متابعة كما سيجيء وهو (تابع) جنس شامل للتوابع كلّها (يدلّ على معنى) أي: على حالة ثابتة (في متبوعه) سواء كان باعتبار نفس المتبوع كقولك ½جاءني رجل حسن¼ أو باعتبار متعلِّقه كما في قولك ½جاءني رجل حسن غلامه¼, وفيه احتراز عن سائر التوابع, وقوله (مطلقاً) أي: دلالة مطلقة غير مقيد بزمانٍ صدورُ الفعل منه أو وقوعُه عليه, قيد احتياطي لدفع توهّم أنّ الحال أيضاً داخل في التوابع لا احترازي (وفائدته) أي: فائدة النعت, ولا يخفى أنه ليس بيان فائدة النعت من وظائف النحو (تخصيص) في المنعوت, والتخصيص في عرف النحاة عبارة عن تقليل الشيوع والإبهام الحاصل في النكرات نحو ½جاءني رجل صالح¼ (أو توضيح) فيه, والتوضيح في عرفهم عبارة عن رفع الاحتمال الحاصل في المعارف نحو ½جاءني زيد التاجر¼ (وقد يكون) النعت (لمجرّد الثناء) أي: لمحض المدح من غير قصد التخصيص والتوضيح نحو ½بسم الله الرحمن الرحيم¼ (أو) لمحض (الذم) نحو ½أعوذ بالله


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257