عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

المفعول له هو ما فعل لأجله فعل مذكور مثل ضربته تأديبا وقعدت عن الحرب جبنا خلافا للزجاج فإنه عنده مصدر وشرط نصبه تقدير اللام وإنما يجوز حذفها إذا كان فعلا لفاعل الفعل المعلل به

صمت فيه¼, ويجب النصب في ½إن يوم الجمعة صمت فيه صمت فيه¼ و½هلاّ يوم الجمعة صمت فيه¼, ولما فرغ عن بحث المفعول فيه شرع في بحث المفعول له فقال (المفعول له) أي: منه المفعول له, وقوله ½له¼ مفعول ما لم يسم فاعله والضمير راجع إلى اللام الموصول (هو) فصل (ما فعل لأجله) أي: لتحصيله أو لوجوده, وهذا احتراز عن سائر المفاعيل لأنها ليست ما فعل لأجله بل ما فعل مطلقًا أو به أو فيه أو معه (فعل) أي: حدث, فيتناول الفعلَ وشبهَه من اسمي الفاعل والمفعول والمصدر (مذكور) صفة ½فعل¼, احترازٌ عن مثل ½التأديب¼ في مثل ½أعجبني التأديب¼ فإنه ما فعل لأجله فعل مّا لا محالة لكنه غير مذكور, ثم المذكور أعمّ من أن يكون حقيقة كـ½ضربت تأديبًا¼ أو حكمًا كـ½تأديبًا¼ في جواب من قال:½لِما ضربت زيدًا¼ (مثل ½ضربته تأديبا¼) مثال لما فعل لتحصيله فعل مذكور؛ لأن التأديب يحصل ويترتب على الضرب (و½قعدت عن الحرب جبنًا¼) مثال لما فعل لوجود فعل مذكور؛ لأن الجبن حاصل قبل القعود حامل عليه, وكذا ½حاربته شجاعة¼ (خلافًا) أي: يخالف القول بالمفعول له خلافًا (لـ) أبي إسحاق (الزجاج) وللجرميّ (فإنه) أي: المفعولَ له عند الجرمي حالٌ فيلزمه التنكير, و(عنده) أي: عند الزجاج (مصدر) أي: مفعول مطلق للنوع, ومعنى المثالين عنده ½ضربت ضرب تأديب¼ و½قعدت عن الحرب قعود جبن¼ كما في ½ضربته سوطًا¼ أي: ½ضربته ضرب سوط¼, ورُدّ قول الزجاج بأنه لا يلزم من اتفاق التركيبين فى المعنى المقصود اتفاقهما فى الإعراب, ألا ترى أن معنى ½جئت راكبًا¼: ½جئت وقت الركوب¼ مع أن الأوّل حال والثاني مفعول فيه (وشرط نصبه) أي: شرط كون المفعول له منصوبًا (تقدير اللام) لأنها إذا أظهرتها كان مجرورًا, وفيه إشارة إلى أنك إذا أظهرت اللام فإنه وإن كان مجرورًا لكنه مفعول له البتة؛ لأنه جَعل التقدير شرطَ النصب لا شرط كونه مفعولاً له, وهذا يخالف ما عليه الجمهور من أن تقدير اللام شرط كونه مفعولاً له, وإذا أظهرتها لا يسمّى مفعولاً له (وإنما يجوز حذفها) أي: لا يجوز حذف اللام من المفعول له وتقديرها إلاّ (إذا كان) المفعول له (فعلاً لفاعل الفعلِ المعلَّل به) أي: الفعلِ الذي بُيّن علته بالمفعول له, وحاصله أن يكون


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257