عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

مثل لا غلام رجل ظريف فيها ويحذف كثيرا وبنو تميم لا يثبتونه اسم ½ما¼ و½لا¼ المشبهتين ب½ليس¼ هو المسند إليه بعد دخولهما مثل ما زيد قائما ولا رجل أفضل منك وهو في ½لا¼ شاذ  المنصوبات

احترازٌ عن الأخبار كلّها إلاّ المعرَّف (مثل) ½ظريف و½فيها¼ في قولك (½لا غلام رجل ظريف فيها¼) أي: في الدار, وإنما جاء بخبرين؛ إشارةً إلى نوعي خبرها وهما الظرف وغيرُ الظرف, وإنما عدل عن مثال النحاة ½لا رجل في الدار¼؛ لأن المثال للتوضيح فالمناسب أن يكون ظاهرًا فيما مثّل له ونصًّا عليه, وقولهم ½لا رجل في الدار¼ يحتمل حذفَ الخبر وكونَ ½في الدار¼ صفةً لاسم ½لا¼ فإنّ خبر ½لا¼ يحذف كثيرًا فلا يكون نصًّا على المقصود, بخلاف مثال المصنف فإنه لا يحتمل ½ظريف¼ فيه إلاّ الخبرَ لأن المضاف المنفي بـ½لا¼ لايوصف إلاّ بمنصوب خلافاً لجماعة (ويحذف) خبر ½لا¼ هذه حذفًا (كثيرًا) إذا كان الخبر من الأفعال العامة؛ لأن النفي يدل عليه لاقتضائه منفيًّا نحو ½لا إله إلاّ الله¼ أي: لا إله موجود إلاّ الله (وبنو تميم لا يثبتونه) أي: لا يظهرون خبرَ ½لا¼ هذه في اللفظ؛ لأن الحذف عندهم واجب مطلقًا أو بشرط أن يكون الخبر ظرفًا, ولما فرغ عن بحث خبر ½لا¼ لنفي الجنس شرع في بحث اسم ½ما¼ و½لا¼ المشبهتين بـ½ليس¼ فقال (اسم ½ما¼ و½لا¼ المشبهتين بـ½ليس¼) في أصل معنى النفي وفي الدخول على المبتدأ والخبر (هو المسند إليه) شامل لكلّ ما أسند إليه شيء من الفاعل والمبتدأ واسم باب ½إنّ¼ واسم ½لا¼ لنفي الجنس واسم كان وأخواتها والمعرَّف, وقوله (بعد دخولهما) احترازٌ عن الجميع إلاّ المعرَّف (مثل ½ما زيد قائمًا¼) فـ½زيد¼ مسند إليه بعد دخول ½ما¼ فهو اسمها ومرفوع بها (و½لا رجلٌ أفضلَ منك¼) فـ½رجل¼ مسند إليه بعد دخول ½لا¼ فهو اسمها ومرفوع بها, وإنما أتى المصنف لتمثيل اسم ½لا¼ بالنكرة؛ إشارةً إلى أنّ ½لا¼ لا تعمل إلاّ في النكرة بخلاف ½ما¼ فإنّها تعمل في المعرفة والنكرة كليهما, واعلم أن إعمال ½ما¼ و½لا¼ عملَ ½ليس¼ لغةُ أهل الحجاز وعليه ورد القرآن نحو ﴿مَا هَٰذَا بَشَرًا﴾ [يوسف:٣١] وأمّا بنو تميم فلا يثبتون لهما العمل ويرفعون الاسمين الواقعين بعدهما بالابتداء كما كانا قبل دخولهما (وهو) أي: عمل ½ليس¼ (في ½لا¼ شاذّ) أي: قليل, أو على خلاف القياس؛ وذلك لنقصان مشابهة ½لا¼ بـ½ليس¼ فإن ½ليس¼ لنفي الحال و½لا¼ للنفي مطلقًا بخلاف ½ما¼ فإنه أيضًا لنفي الحال, ولما فرغ عن المرفوعات شرع في المنصوبات فقال (المنصوبات)


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257