عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وقد يحذف في مثل كم مالك وكم ضربت الظروف منها ما قطع عن الإضافة كقبل وبعد وأجري مجراه ½لا غير¼ و½ليس غير¼ و½حسب¼ ومنها ½حيث¼ ولا يضاف إلا إلى جملة في الأكثر ومنها إذا

عليّ عشاري, واحتمل أيضاً أن يكون المميِّز محذوفاً أي: كم مرّةً أو كم حَلَبَةً أوكم مَرَّةٍ أو حَلَبَةٍ, وأن يكون مذكوراً وهو ½عمّة¼ (وقد يحذف) مميِّز ½كم¼ سواء كانت استفهامية أو خبرية (في مثل ½كم مالك¼ و½كم ضربت¼) أي: في كل تركيب قامت فيه قرينة على الحذف وتعيين المحذوف, فإذا سئل بـ½كم مالك¼ عن الروبيات أو الدولار أو أخبر به عنها كان معناه ½كم روبيةً أو دولاراً أو كم روبيةٍ أو دولارٍ مالك¼, وإذا سئل بـ½كم ضربت¼ عن كمية ضرباتك أو أخبر به عن كثرتها كان معناه ½كم مرةً أو مرةٍ ضربت أو كم ضربةً أو ضربةٍ ضربت¼, ولما فرغ عن الكنايات شرع في بيان الظروف المبنية فقال (الظروف) اللام للعهد, والمراد به الظروف التي مرّ ذكرها في تعديد المبنيات أي: بعض الظروف (منها) أي: من تلك الظروف المبنية (ما) أي: ظرف (قطع عن الإضافة) أي: حذف المضاف إليه له عن اللفظ مع كونه منويًّا مقصوداً, فإن حذف عن اللفظ والقصدِ كان الظرف معرباً لا مبنيًّا نحو ½رُبّ بَعْدٍ كان خيراً من قَبْلٍ¼ أي: ½رب متأخّر كان خيراً من متقدّم¼ (كـ½قبل¼ و½بعد¼) وما أشبههما مثل ½تحت¼ و½فوق¼ و½قدام¼ و½خلف¼ و½وراء¼ مما سُمع من العرب قطعُه عن الإضافة, تقول ½جاءك زيد وجئت من قبلُ¼ بضم اللام (وأجري مجراه) أي: مجرى الظرفِ المبنيِّ المقطوعِ عن الإضافة في حذفِ المضاف إليه والبناءِ على الضم (½لاغير¼ و½ليس غير¼) تقول ½رأيت زيدا لا غيرُ¼ أي: لا غيرَه, و½جاءني زيد ليس غيرُ¼ أي: ليس الجائي غيرَه (و) أجري مجراه (½حسب¼) تقول ½مررت بخالد فحسبُ¼ (ومنها) أي: من الظروف المبنية (½حيث¼) للمكان (ولا يضاف) إلى شيء من الأشياء (إلاّ إلى جملة) اسمية أو فعلية نحو ½اجلس حيث المنظر جميل¼ و½انظر حيث يطلع الشمس¼ (في الأكثر) أي: في أكثر الاستعمالات, إنما قيّد به؛ لأنه قد جاء إضافتها إلى مفرد شذوذاً كقوله ع أما ترى حيث سهيل طالعاً ÷ قوله ½ترى¼ من الرؤية بمعنى العلم أو الإبصار أي: ألا تبصر أو ألا تعلم مكان سهيل حال كونه طالعاً, ومن العرب من يُعرب ½حيث¼, وقرأة من قرء ﴿مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [القلم:٤٤] بالـكسر, يحتملها ويحتمل لغـة البناء على الكسر (ومنها) أي: من الظروف المبنية (½إذا¼) زمانية


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257