عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

والظرفية في الحاضر نحو ما رأيته مذ شهرنا ومنذ يومنا وحاشا وعدا وخلا للاستثناء الحروف المشبهة بالفعل وهي إن وأن وكأن ولكن وليت ولعل ولها صدر الكلام سوى ½أن¼ فهي بعكسها ويلحقها ½ما¼ فتلغى على الأفصح وتدخل حينئذ على الأفعال فـ½إن¼

يوم الجمعة, و½ما رأيت زيداً منذ يوم الاثنين¼ أي: مبدأ انتفاء رؤيتي إياه يوم الاثنين, ولا تستعملان لابتداء الفعل في الزمان المستقبل فلا يقال ½أُسافِر من البلد منذ شهر قابل¼ بمعنى يكون مبدأ مسافرتي شهراً قابلاً (و) هما لــ(الظرفية) بمعنى ½في¼ من غير اعتبار معنى الابتداء (في) الزمان (الحاضر) أي: في الحال, فيراد أنّ جميع زمان الفعل هو ذلك الزمان الحاضر (نحو ½مارأيته مذ شهرنا¼) أي: جميع زمان عدم رؤيتي إياه هو هذا الشهر الموجود (و) ½مارأيته (منذ يومنا¼) أي: جميع زمان عدم رؤيتي إياه هو هذا اليوم الموجود (و½حاشا¼ و½عدا¼ و½خلا¼ للاستثناء) أي: لاستثناء مابعدها عمّا قبلها نحو ½ذهب القوم حاشا أو خلا أو عدا زيد¼ فإذا جررتَ بها ما بعدها تكون حروفاً وبهذا الاعتبار ذُكرت ههنا, وإن نصبتَ بها ما بعدها تكون أفعالاً, ولما فرغ من حروف الجرّ شرع في الحروف المشبّهة بالفعل فقال (الحروف المشبّهة بالفعل) إنّما سمّيت هذه الحروف به لكونها مشابِهة بالفعل المتعدّي في الدخول على اسمَين, ولهذا أُعمِلتْ عملَه الفَرعِيَّ وهو نصبُ الأول ورفعُ الثاني (وهي) ستّة أحرف (½إنّ¼ و½أنّ¼ و½كأنّ¼ و½لكنّ¼ و½ليت¼ و½لعلّ¼) وإنّما أخّر ½ليت¼ و½لعل¼؛ لأنهما لإنشاء التمنّي والترجّي دائماً بخلاف الأربعة السابقة فإنها ليست كذلك, والإنشاء فرع الإخبار (ولها) أي: لهذه الحروف (صدر الكلام) أي: تقع هذه الحروف في صدر مركّب تامّ وجوباً نحو قوله تعالى ﴿أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ﴾ [البقرة:١٣] (سوى ½أنّ¼) المفتوحةِ (فهي) الفاء لتفصيل الإجمال المفهوم من الاستثناء (بعكسها) أي: فـ½أنّ¼ بعكس ما سوى ½أنّ¼, يعني أنها تقتضي عدمَ الصدارة؛ لئلاّ تشتبه بـ½إنّ¼ المكسورة في صورة الكتابة (ويلحقها) أي: يتصل بجميع هذه الحروف (½ما¼) الكافّةُ المانعةُ عن العمل (فتُلغَى) هذه الحروف عن العمل وجوباً بعد لحوقها (على الأفصح) أي: على أفصح اللغات, نحو قوله تعالى ﴿أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ﴾ [الكهف:١١٠] (وتدخل) هذه الحروف أي: يصح دخولها (حينئذ) أي: حين إذ تلحقها ½مَا¼ (على الأفعال) كقوله عليه السلام ½إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون¼ (فـ½إنّ¼) المكسورةُ, الفاء بيان لتفصيل الأحوال المختصّة بكل واحد منها بعد بيان الأحكام المشتركة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257