عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

ولا أبا حسن لها متأوّل وفي مثل لا حول ولا قوة إلا بالله خمسة أوجه فتحهما وفتح الأول ونصب الثاني ورفعه ورفعهما ورفع الأول على ضعف وفتح الثاني وإذا دخلت الهمزة لم يتغير العمل ومعناها الاستفهام والعرض والتمني ونعت المبني الأوّل مفردا

ولا أبا حسن لها¼) جواب سوال مقدر, وهو أن ½أبا حسن¼ في قولهم هذا معرفة؛ لأنه كنيةُ سيّدنا عليّ المرتضى رضي الله عنه مع أنه لا رفع فيه ولا تكرير؟ فأجاب بأنه (متأوّل) بصفة اشتهر بها مسمّى هذا العلمِ, والمعنى: أنّ هذه قضية لا فيصل لها؛ لأن عليًّا رضي الله تعالى عنه كان مشهورًا بفصل القضايا, وقال النبيّ الكريم عليه الصلوة والتسليم ½أقضاكم عليّ¼, ونظير هذا التأويل قولهم: ½لكل فرعونٍ موسى¼ معناه: ½لكل جبار ظالم قاهر عادل¼ فكذا فيما نحن فيه (وفي مثل ½لا حول ولا قوّة إلاّ بالله¼) أي: في تركيب تكرّر فيه النكرة مع ½لا¼ على سبيل العطف غير مفصول بينهما يجوز (خمسة أوجه) أولها (فتحهما) أي: فتح كلتا النكرتين على أن ½لا¼ فيهما لنفي الجنس (و) الثاني (فتح الأول) على أن ½لا¼ فيه نافية للجنس (ونصب الثاني) على أن ½لا¼ فيه زائدة لتاكيد النفي والثاني معطوف على لفظ الأوّل والثالث فتح الأول على ما مرّ (ورفعه) أي: رفع الثاني على أن ½لا¼ فيه زائدة والثاني معطوف على محل الأول (و) الرابع (رفعهما) على أنهما مبتدءان (و) الخامس (رفع الأول) على أن ½لا¼ فيه بمعنى ½ليس¼ (على ضعف) متعلِّق بقوله ½رفع الأوّل¼؛ وذلك لأن عمل ½لا¼ بمعنى ½ليس¼ ضعيف لقصور مشابهتها بها (وفتح الثاني) على أن ½لا¼ فيه لنفي الجنس, ثم معنى القول المذكور: لاحول من معصية الله تعالى إلاّ بعصمته تعالى ولا قوة على طاعة الله إلاّ بعونه تعالى, أي: لا رجوع لنا من معصية الله إلى طاعته ولا طاقة لنا في طاعة الله إلاّ بتوفيقه (وإذا دخلت الهمزة) على ½لا¼ النافية للجنس (لم يتغيّر العمل) أي: عمل ½لا¼ فحالها بعد الدخول كحالها قبله (ومعناها) أي: معنى الهمزة إمّا (الاستفهام) نحو ½ألا رجل في الدار؟¼ وهو معناها الحقيقي (و) إمّا (العرض) نحو ½ألا تنزل بنا فنحسن إليك¼ (و) إمّا (التمنّي) نحو ½ألا إتيان منك فتسرّنا¼, ولما فرغ عن بحث اسم ½لا¼ شرع في توابعها فقال (ونعت) اسم ½لا¼ (المبني) احتراز عن نعت الاسم المعرب؛ لأنه معرب نحو ½لا غلام رجل ظريفًا في الدار¼ (الأول) بالرفع صفة لـ½نعت¼, وفيه احتراز عن النعت الثاني فصاعدًا؛ لأنه معرب فقط نحو ½لا رجل ظريف كريمًا في الدار¼ (مفردًا) حال من قوله ½نعت المبني¼ أي: حال كون نعت المبني مفردًا, وفيه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257