عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

والجر والتنوين والإضافة والإسناد إليه وهو معرب ومبني فالمعرب المركب الذي لم يشبه مبني  

قال: ½دخول حرف التعريف¼ لكان شاملا للميم في لغة حمير كما في قوله عليه الصلاة والسلام ((ليس من امبر امصيام في امفسر)) في جواب حميري قال ½أمن امبر امصيام في امسفر¼ وشاملا أيضا لحرف النداء, إلاّ أن يراد باللام حرف التعريف مجازا من قبيل ذكر الخاص وإرادة العام, وفي اختياره اللام إشارة إلى أن المختار عنده ما ذهب إليه سيبويه من أن أداة التعريف هي اللام وحدها زيدت عليها همزة الوصل لئلا يلزم الابتداء بالساكن, أما كونها مفتوحة مع أنها مكسورة في سائر المواضع لأن الخفة فيها مطلوبة لكثرة استعمالها, وذهب الخليل إلى أنها ½أل¼ كـ½هل¼, وذهب المبرد إلى أنها الهمزة المفتوحة وحدها زيدت اللام عليها للفرق بينها وبين همزة الاستفهام, وهذه الخاصة ليست بشاملة لجميع أفراد الاسم فلا يرد أن اللام لا تدخل على كثير من الأسماء من المضمرات وأسماء الإشارة, وكذلك سائر الخواص المذكورة هاهنا (و) منها دخول (الجر) نحو ½بالرجل¼ (و) منها دخول (التنوين) بأقسامه نحو ½بزيد¼ إلاّ تنوين الترنم والتنوين الغالي فإنهما يدخلان على الأقسام الثلاثة (و) منها (الإضافة) والمراد بالإضافة كون الشيء مضافا بحرف الجر تقديرا, لا كون الشيء مضافا إليه ولا كونه مضافا بحرف الجر لفظا؛ لأن الفعل أو الجملة قد يقع مضافا إليه نحو قوله تعالى: ﴿يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡ﴾ [المائدة:١١٩] والفعل قد يقع مضافا بحرف الجر لفظا كقولك: ½مررت بزيد¼, وإنْ أوّل قوله تعالى بـ½يوم نفع الصادقين صدقهم¼ فالإضافة بتقدير حرف الجر مطلقا تختص بالاسم, وهذا التأويل ينبغي أن يكون مرضيا, (و) منها (الإسناد إليه) والمراد بالإسناد إليه كون الشيء مسندا إليه نحو ½زيد شاعر¼ و½أكرم بكر¼, ولما فرغ عن تعريف الاسم وبيان خواصه شرع في تقسيمه باعتبار الإعراب والبناء فقال (وهو) أي: الاسم قسمان أحدهما (معرب) وهو مأخوذ من الإعراب بمعنى الإظهار, يقال: ½أعرب الرجل حجته¼ إذا أظهرها, سمي به لأنه محل إظهار المعاني من الفاعلية والمفعولية والإضافة (و) الثاني (مبني) وهو مأخوذ من البناء, وأصله ½مبنوي¼ أعِلّ فيه إعلال ½مرمي¼, وإنما سمي به لأن المطلوب بالبناء هو القرار وعدم التغير والمبني كذلك (فالمعرب) الفاء للتفسير (المركب) أي: الاسم المركب الذي ركب مع الغير تركيبا يتحقق معه عامله (الذي لم يشبه) أي: لم يناسب, والمناسبة المعتبرة في هذا الباب هي التي تكون مؤثرة في منع الإعراب كتضمن الاسم معنى مبني الأصل مثل ½أين¼, وكشبهه به في الاحتياج إلى الغير مثل المبهمات, وكوقوعه موقعه كـ½نزال¼, وكمشاكلته للواقع موقعه كـ½فجار¼, وكوقوعه موقع ما أشبهه كالمنادى المضموم, فهذه كلّها مناسبة مؤثرة في منع الإعراب (مبني


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257