عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

أو ½ما¼ فإن كان للماضي وجبت الإضافة معنى خلافا للكسائي فإن كان له معمول آخر فبفعل مقدر نحو زيد معطي عمرو درهما أمس فإن دخلت اللام استوى الجميع وما وضع منه للمبالغة كضراب وضروب ومضراب وعليم وحذر مثله

ألفاظ الاستفهام نحو ½أ ضارب زيد بكراً¼ و½هل آمر خالد عامراً¼ و½مَن ضارب زيداً¼ (أو) على (½ما¼) النافية ونحوها من حروف النفي نحو ½ما ضارب زيد بكراً¼ و½لا ناصر عمرو زيداً¼ و½إن شارب زيد ماءً¼, ولوقال ½أو الاستفهام أو النفي¼ لكان أولى وأشمل, ويمكن أن يراد بـ½الهمزة¼ الدال على الاستفهام وبـ½ما¼ الدال على النفي من قبيل ذكر الخاص وإرادة العام فيشمل ما ذكر (فإن كان) الفاء للتفصيل, أي: فإن كان اسم الفاعل (لـ) الزمان (الماضي) وأردتَ أن تذكر مفعوله (وجبت) عليك (الإضافة) أي: إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله (معنى) أي: إضافة معنوية, أي: تكون هذه الإضافة إضافة معنوية بتقدير اللام نحو ½زيد ضارب بكر أمس¼, ولا يجوز أن تقول ½زيد ضارب بكراً أمس¼ بإعمال ½ضارب¼ في ½بكراً¼ لفقدان الشرط الأول (خلافاً للكسائي) فإنه لايوجب الإضافة حينئذ؛ لأنه يُعمِله مطلقاً سواء كان بمعنى الحال أو الاستقبال أولا كما مرّ (فإن كان له) أي: لاسم الفاعل (معمولٌ) باعتبار المعنى؛ لأنه لا عمل له في اللفظ (آخرُ) أي: سوى ما أضيف إليه (فـ) هو منصوب (بفعل مقدر) لا باسم الفاعل, ويكون الفعل المقدر من مادة اسم الفاعل (نحو ½زيد معطي عمروٍ درهماً أمس¼) فـ½درهماً¼ منصوب بفعل مقدر وهو ½أَعْطَى¼, والتقدير: ½زيد مُعطِي عمروٍ أَعْطَى درهماً¼ كأنه لما قيل ½زيد معطي عمروٍ¼ قيل ½ما أعطاه؟¼ فأجيب ½أَعْطَى درهماً¼ وحذف الفعل بقرينة السوال المقدر, ويكون هذا جملتين (فإن) الفاء للتفصيل, أي: فإن (دخلت اللام) الموصولة على اسم الفاعل (استوى الجميع) أي: جميع الأزمنة, أي: يعمل في المفعول سواء كان بمعنى الحال أو الاستقبال أو الماضي نحو ½مررت بالضارب أبوه زيداً أمس¼ (وما وضع) أي: وصِيَغ جُعلت (منه) أي: من اسم الفاعل, و½من¼ فيه للابتداء, وهي تدل على أنّ ابتداء متعلَّقها من مجرورها, ولا شك أنّ ابتداء جعل صيغ المبالغة من اسم الفاعل بأن يغيّر فيه بحيث يخرج من كونه اسم الفاعل إلى كونه اسم المبالغة (للمبالغة) في المعنى الاشتقاقي, والمبالغة وصول الشيء إلى كماله, ففيها قوة معنى الحدث (كـ½ضرّاب¼ و½ضروب¼ و½مِضراب¼) بمعنى كثير الضرب (و½عليم¼) أي: كثير العلم (و½حذر¼) معناه كثير الحذر (مثله)


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257