عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

بزيادة على غيره وهو ½أفعل¼ وشرطه أن يبنى من ثلاثي مجرد ليمكن ليس بلون ولا عيب لأن منهما ½أفعل¼ لغيره مثل زيد أفضل الناس فإن قصد غيره

به وفي الثاني وقوع الفعل عليه (بزيادة) مفعولٌ لـ½موصوف¼, أي: لموصوف متصف بزيادة (على غيره) أي: غير الموصوف, متعلق بـ½زيادة¼, فقوله: ½ما اشتق من فعل¼ شامل لجميع المشتقات, وقوله ½لموصوف¼ احتراز عن أسماء الزمان والمكان والآلة, وقوله ½بزيادة على غيره¼ احتراز عن اسمي الفاعل والمفعول والصفة المشبهة (وهو) أي: اسم التفضيل وزنُه (½أفعل¼) للمذكر, و½فُعْلٰى¼ للمؤنث كـ½أَفْضَل¼ و½فُضْلٰى¼, وأما ½خَيْر¼ و½شرّ¼ فأصلهما ½أَخْيَر¼ و½أَشَرّ¼ المستعملان بـ½مِنْ¼ المستوي فيهما المذكر والمؤنث (وشرطه أن يبنى) أي: شرط اسم التفضيل أن يشتق (من) مصدر (ثلاثي) فلا يشتق من اسم جامد ولا من رباعي, ونحو ½أَخْتَكُ الشاتَيْنِ¼ و½آهل الناس¼ شاذّ, ولا يشتق أيضاً من فعل غير متصرف ولا من فعل منفي (مجرّدٍ) فلا يشتق من مزيد فيه (ليمكن) الجار مع المجرور خبر مبتدأ محذوف, أي: هذا الاشتراط كائن ليمكن اشتقاق اسم التفضيل على وزن ½أفعل¼ و½فعلى¼؛ فإنه لا يمكن اشتقاقه على هذا الوزن من الثلاثي المزيد فيه والرباعي ومن جامد وغير متصرف ومنفي, ويشترط أيضاً أن يكون المصدر مما يقبل الزيادة والنقصان, فلا يقال ½أَمْوَت¼ و½أحي¼, و½أَغْرب¼ من الغروب, و½أَطلع¼ من الطلوع, وهذه الجملة اعتراض بين الموصوف والصفة الثانية, وهي قوله (ليس بلون) أي: من ثلاثي مجرد ليس بلون (ولا عيب) ظاهري, فإن العيوب الباطنة يبنى منها أفعل التفضيل نحو ½فلان أبلد أو أحمق أو أجهل¼ (لأن منهما) أي: من لون وعيب خاصّة (½أَفْعَلَ¼) الكائنَ (لغيره) أي: لغير اسم التفضيل, كـ½أحمر¼ و½أسمر¼ و½أعمى¼ و½أعرج¼ و½أعور¼, فلو بني اسم التفضيل منهما لزم الالتباس بينهما, ثم قوله ½منهما¼ خبر ½أنّ¼, وقوله ½أفعل¼ اسمها, وقوله ½لغيره¼ صفة ½أفعل¼, و½أن¼ مع اسمها وخبرها مجرور, والجار مع المجرور خبر مبتدأ محذوف, أي: ½هذا الاشتراط لأن الخ¼, والجملة اعتراض, ولعل السر في تقديم خبر ½أن¼ الإشارة إلى أنّ ما انتفى فيه الشرطان الأخيران يجوز بناء أفعل منه في الجملة, بخلاف ما انتفى فيه الشرطان الأولان فإنه لا يجوز بناؤه منه أصلاً لا للتفضيل ولا للغير (مثل ½زيد أفضل الناس¼) فإن ½أفضل¼ اسم اشتق من مصدر وهو الفضل لموصوف بزيادة على غيره وهو زيد والغير هو الناس, وأيضاً هو على وزن ½أفعل¼ وقد بني من مصدر ثلاثي مجرد وهو الفضل وهو ليس بلون ولا عيب (فإن قصد غيره) أي: إن أريد تفضيل غير الثلاثي المجرد, من الثلاثي المزيد فيه والرباعي


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257