عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

و½حتى¼ إذا كان مستقبلا بالنظر إلى ما قبلها بمعنى ½كي¼ أو ½إلى¼ مثل أسلمت حتى أدخل الجنة وكنت سرت حتى أدخل البلد وأسير حتى تغيب الشمس فإن أردت الحال تحقيقا أو حكاية كانت حرف ابتداء فترفع وتجب السببية مثل مرض حتى لا يرجونه

لما قبلها (و½حتّى¼) ينتصب بعدها المضارع بتقدير ½أنْ¼ (إذا كان) المضارع (مستقبلاً بالنظر إلى ما قبلها) بأن يكون مترقَّبَ الحصول وقتَ حصول ما قبلها سواء كان بالنظر إلى زمان التكلم وعند الإخبار مستقبلاً أو لا (بمعنى ½كَيْ¼) أي: حال كون ½حتّى¼ بمعنى ½كَيْ¼ التي للسببية لا التي تكون بمعنى ½أنْ¼ المصدريّةِ, وهي ما إذا كانت مدخولة اللام كقوله تعالى ﴿لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ﴾ [الحديد:٢٣] (أو) بمعنى (½إلى¼) لانتهاء الغاية (مثل ½أسلمت حتّى أدخل الجنة¼) مثال لـ½حتّى¼ بمعنى ½كَيْ¼ للسببية, وما بعدها أي: دخولُ الجنة مستقبل بالنظر إلى ما قبلها بل بالنظر إلى زمان التكلم أيضاً (و½كنت سرت حتّى أدخلَ البلد¼) مثال لـ½حتّى¼ بمعنى ½إلى¼, وما بعدها أي: دخولُ البلد مستقبل بالنظر إلى السير, أمّا بالنظر إلى زمان التكلم فيحتمل أن يكون ماضياً أو حالاً أو مستقبلاً (و½أسير حتّى تغيبَ الشمس¼) مثال لـ½حتّى¼ بمعنى ½إلى¼, وما بعدها أي: غيبوبةُ الشمس مستقبل تحقيقاً (فإن أردت الحال) الفاء للتعليل فيكون هذا دليلاً على التقييد المذكور بقوله ½إذا كان مستقبلاً إلخ¼ ونتيجةً لهذا التقييد, أي: فإن أردت بالفعل الداخلةِ عليه ½حتّى¼ زمانَ الحال (تحقيقاً) أي: بطريق التحقيق بأن يوجد الفعل وقتَ التكلم كقولك ½سرت حتّى أدخل البلد¼ وقتَ دخولك البلدَ, فالمراد بـ½أدخل¼ هو الحال تحقيقاً (أو حكايةً) أي: بطريق الحكاية عن الحال الماضي, بأن يُفرض ذلك الفعل كأنه يوجد وقتَ التكلم كقوله تعالى ﴿وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ﴾ [البقرة:٢١٤] على قرأة الرفع (كانت) ½حتّى¼ عند إرادة زمان الحال (حرف ابتداء) أي: لا تكون حرف جر ولا حرف عطف, ومعنى كونها حرف ابتداء أن يبتدأ بها كلام مستأنف لا أن يقدّر بعدها مبتدأ (فـ) أنت (ترفع) أي: إذا كانت ½حتى¼ حرف ابتداء فترفع الفعل المضارع بعدها؛ لعدم موجِب النصب والجزم (وتجب السببيّة) عطف على ½ترفع¼, أي: إذا كانت ½حتّى¼ حرف ابتداء فترفع الفعل المضارع بعدها ويجب أن يكون ما قبلها سبباً لما بعدها (مثل ½مرض) فلان (حتّى لا يرجونه¼) أي: لا يرجو أقاربُه الآن حياتَه, وسبب عدم الرجاء هو المَرَض,


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257