عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

فـ½من¼ للابتداء والتبيـين والتبعيض وزائدة في غير الموجب خلافا للكوفيين والأخفش وقد كان من مطر وشبهه متأوّل وإلى للانتهاء وبمعنى مع قليلا وحتى كذلك وبمعنى مع كثيرا ويختص بالظاهر خلافا للمبرد

إلاّ حرفاً, والخمسة التي تليها قد تكون حرفاً وقد تكون اسماً, والثلاثة الأخيرة قد تكون حرفاً وقد تكون فعلاً ولا يخفى ما في هذا البيان من حسن الترتيب (فـ½من¼ للابتداء) أي: لابتداء المُغيّا نحو ½سرت من البصرة إلى الكوفة¼ فلا تستعمل لابتداءِ ما لا غاية له كالأمور الأبدية, وعلامتها أن يصحّ إيراد ½إلى¼ في مقابلتها (و) لـ(التبيين) وعلامتها أن يصح وضع الموصول موضعها نحو قوله تعالى ﴿فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ﴾ [الحج:٣٠] فإنه يصحّ أن يقال ½فاجتنبوا الرجس الذي هو الوثن¼ (و) لـ(التبعيض) وعلامتها أن يصح وضع لفظ ½بعض¼ موضعها نحو ½أخذت من الدراهم¼ فإنه يصح أن يقال ½أخذت بعض الدراهم¼ (وزائدة) بالرفع, عطف على قوله ½للابتداء¼ (في غير) متعلِّق بـ½زائدة¼, أي: زيادتها إنما تكون في غير الكلام (الموجَب) نحو ½ما جاءني من عالم¼ و½هل جاءك من أحد¼ (خلافاً) أي: يخالف القول بعدم زيادتها في الكلام الموجب خلافاً (للكوفيين والأخفش) فإنهم جوّزوا زيادتها في الكلام الموجَب أيضاً استدلالاً بقولهم ½قد كان من مطر¼, وأجاب المصـ عنه بقوله (و½قد كان من مطر¼ وشبهُه) أي: ما يتوهم فيه زيادة ½من¼ من الكلام الموجَب (متأوّل) بحملها على التبعيض بأن معناه ½قد كان بعض مطر¼ (و½إلى¼ للانتهاء) أي: لانتهاء المُغيّا نحو قوله تعالى ﴿ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة:١٨٧] وكقولك ½خرجت إلى المدينة¼ (وبمعنى ½مع¼) زماناً (قليلاً) نحو قوله تعالى ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَهُمۡ إِلَىٰٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ﴾ [النساء:٢] أي: مع أموالكم (و½حتّى¼ كذلك) أي: مثلُ ½إلى¼ في كونها لانتهاء الغاية (وبمعنى ½مع¼) زماناً (كثيراً) نحو ½أكلت السمكة حتّى رأسِها¼ أي: مع رأسها, وهذا بيان الفرق الأول بينهما بعد بيان ما تشتركان فيه, وأشار إلى الفرق الثاني بينهما بقوله (ويختصّ) ½حتّى¼ (بــ) الاسم (الظاهر) فلا يقال ½حتّاه¼ كما يقال ½إليه¼, وهذا حكم ½حتّى¼ الجارّة, أمّا العاطفةُ بلا تختصّ بالظاهر نحو ½جاءني القوم حتّى أنت¼ و½رأيت القوم حتّى إيّاك¼ و½مررت بالقوم حتّى بك¼ (خلافاً) أي: يخالف القول باختصاص ½حتّى¼ الجارّة بالاسم الظاهر خلافاً (لـ) أبي العباس (المبرد) فإنه يجوّز دخولَ ½حتّى¼ الجارّة على المضمر أيضاً, مستدِلاًّ بما وقع في بعض الأشعار على سبيل


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257