عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

جوازا في مثل ½زيد¼ لمن قال ½من قام¼ وليبك يزيد ضارع لخصومة ووجوبا في مثل ﴿ وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ

قرينةٍ قائمةً مقام الفعل في الدلالة على ما هو المرام, واللام فيه للوقت لا للأجل؛ لأن قيام القرينة مصحّح لحذف الفعل لا باعث عليه, فإنّ الباعث على الحذف هو النكات التي يذكرها علماء المعاني من التعين والتعظيم وضيق المقام إلى غير ذلك (جوازا) نصب على المصدرية أي: يحذف حذفا جائزا (في مثل ½زيد¼) المقول في الجواب (لمن قال) سائلا (½من قام¼) فـ½زيد¼ الواقع في الجواب فاعل لفعل محذوف أي: ½قام زيد¼, فحذف الفعل لقيام قرينة وهي ½قام¼ المذكور في السوال, وإنما لم يجعله المصنف من باب حذف الخبر بتقدير ½زيد قام¼ لأن قول السائل ½من قام¼ سوال عن تعيين الفاعل من غير تردد في حكم القيام و½زيد قام¼ يفيد تقوي الحكم بتكرار الإسناد فلا يطابق الجواب السوال من حيث المعنى, أو لأن تقدير الفعل موجب لتقدير الفعل فقط بخلاف تقدير الخبر فإنه يوجب تقدير الجملة أي الفعل والفاعل والتقليل في الحذف أولى إذا مست الحاجة إليه, (و) حذف الفعل الرافع كما يكون جائزا بقرينة سوال محقق كما في المثال المذكور كذلك يكون جائزا بقرينة سوال مقدركما في قول ضرار بن نهشل في مرثية أخيه يزيد بن نهشل (ليبك) بصيغة المجهول (يزيد) مرفوع على أنه نائب الفاعل لقوله ½ليبك¼, والأصل ½على يزيد¼؛ لأن البكاء يتعدى بـ½على¼ لكنها تحذف لكثرة الاستعمال (ضارع) أي: عاجز, وهو مرفوع على أنه فاعل لفعل محذوف, فإنه لما قال ½ليبك¼ بصيغة المجهول وصيغةُ المجهول منشأ الإبهام والإبهام منشأ السوال فكأن السائل قال ½من يبكيه¼ فأجاب ½ضارع¼ أي: ½يبكيه ضارع¼, فحذف الفعل هاهنا بقرينة سوال مقدر (لخصومة) متعلق بـ½ضارع¼ والخصومة بالهندية :½جهگڑا¼, واللام للأجل, وعجز البيت ومختبط أي: سائل, عطف على قوله: ½ضارع¼ مما تطيح الطوائح لفظة ½من¼ فيه للسببية متعلق بـ½مختبط¼ و½ما¼ مصدرية, و½تطيح¼ من الإطاحة بمعنى الإهلاك, و½الطوائح¼ جمع مطيحة على خلاف القياس, فاعل ½تطيح¼ ومفعوله محذوف وهو ½مَالَه¼ والمعنى: أنه يبكي علي يزيد عاجز عن مقاومة الخصماء؛ لانه كان ظهيرا للعجزة ويبكيه سائل يسأل لأجل إهلاك المهلكات مالَه؛ لأنه كان معطي السائلين, (و) قد يحذف الفعل الرافع للفاعل لقيام قرينة (وجوبا) أي: يحذف حذفًا واجبًا (في مثل) قوله تعالى (﴿وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ) فَأَجِرۡهُ ﴾ [التوبة:٦] والمراد بالمثل كل موضع حذف فيه الفعل ثم فسر ذلك الفعل المحذوف ليرتفع الإبهام الذي نشأ من الحذف, فتقدير الآية الكريمة: ½وان استجارك أحد إلخ¼ فلما وقع الإبهام من حذف ½استجارك¼ الأول فسر بـ½استجارك¼ الثاني فارتفع الإبهام الناشي من الحذف, ولا بد للحذف وجوبا قياسا من أمرين: أحدهما القرينة على الحذف,


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257