عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وكل رجل يأتيني أو في الدار فله درهم وليت ولعل مانعان بالاتفاق وألحق بعضهم ½إن¼ بهما وقد يحذف المبتدأ لقيام قرينة جوازا كقول المستهل الهلال والله والخبر جوازا مثل خرجت فإذا السبع

(و) مثل (½كل رجل يأتيني) فله درهم¼ مثال النكرة الموصوفة بفعل (أو) ½كل رجل (في الدار فله درهم¼) مثال النكرة الموصوفة بظرف, وقوله ½أو¼ في الموضعين ليس للترديد بل للتخيير بين العبارتين, ولما بيّن صحة دخول الفاء في خبر المبتدأ المذكور أراد أن يبيّن بعض الموانع عن الدخول فقال (و½ليت¼ و½لعل¼ مانعان) عن دخول الفاء في الخبر إذا دخلا على المبتدأ (بالاتفاق) أي: باتفاق النحاة, فلا يقال ½ليت أو لعل الذي يأتيني أو في الدار فله درهم¼ ولا ½ليت أو لعل كل رجل يأتيني أو في الدار فله درهم¼ (وألحق بعضهم) أي: بعض النحاة (½إنّ¼) المكسورة (بهما) أي: بـ½ليت¼ و½لعل¼ في المنع عن دخول الفاء في الخبر, وقد ألحق بعضهم ½أنّ¼ المفتوحة و½لكنّ¼ بهما, والأصح عدم المنع, قال الله تبارك وتعالى ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ﴾ [الجمعة:٨] وقال تعالى ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ﴾ [البروج:١٠] وقال تعالى ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ ُفَّارٞ فَلَن يُقۡبَلَ﴾ [آل عمران:٩١] وقال تعالى ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ﴾ [الأنفال:٤١] وقال الشاعر ÷ والله ما فارقتكم قاليا لكم ÷ ولكنّ ما يقضى فسوف يكون ÷ ولما فرغ عن ذكر المبتدأ والخبر شرع في بيان حذفهما فقال (وقد يحذف المبتدأ لقيام قرينة) اللام للوقت لا للأجل؛ لأن قيام القرينة مصحّح للحذف لا مقتض وداع له, ودواعي الحذف مذكورة في علم البلاغة (جوازًا) أي: حذفًا جائزًا (كقول المستهلّ) أي: مثل المبتدأ المحذوف في مقول الرافع صوته عند رؤية الهلال (½الهلال والله¼) أي: ½هذا الهلال¼؛ فإنّ هذا القول إنما يقال إذا اجتمع الناس للنظر إلى مطلع الهلال فاستغني عن ذكر المبتدأ لوجود القرينة الحالية, وإنما لم يجعل من باب حذف الخبر بتقدير ½الهلال هذا¼؛ لأن مقصود المستهلّ الحكم بالهلالية لا بالهذية, وإنما لم يذكر حذف المبتدأ وجوبًا لغاية قلته, أو لأنه لا يجب حذفه أصلاً لأنه ركن أصيل أي: مقصود لذاته بخلاف الخبر فإنه دخيل أي: مقصود لأجل المبتدأ, أمّا نحو ½الحمد لله أهلُ الحمد¼ فمحمول على حذف الخبر والتقدير ½أهلُ الحمد هو¼, والقول بحذف المبتدأ وجوبًا في نحو ½نعم الرجل زيد¼ غير معتدّ به بل المخصوص مبتدأ, وجملة المدح والذم خبر مقدم عليه (و) قد يحذف (الخبر جوازًا) أي: حذفًا جائزًا إذا وجدت القرينة من غير قائم مقامه (مثل) الخبر المحذوف في قولك (½خرجت فإذا السبع¼) فإنّ ½السبع¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257