عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

بسم الله الرحمٰن الرحيم

الحمد لله على نعمائه الكافية, وآلائه الوافية, ومننه الشافية, وألطافه الصافية, والصلوة والسلام على رسوله محمد المصطفى أحمد المجتبى وعلى آله وصحبه الناحين نحوه التابعين كلماته وكلامه الرافعين أعلام العدل بين الأنام, وعلى من اتبعهم إلى يوم القيام. أما بعد فيقول العبد الضعيف المفتقر إلى رحمة ربه المقتدر: لما كان كتاب ½الكافية¼ للشيخ جمال الدين أبي عمرو عثمان بن عمر الشهير بابن الحاجب أوصله الله أعلى المراتب من أحسن ما صنّف في علم الإعراب ترتيباً وأكثرها نفعاً, أردت أن أضع عليه شرحا ملتقطاً من الفوائد الضيائية وغاية التحقيق والجواهر الصافية وحاشية مولانا عبد الغفور وحاشيتيها لمولانا عبد الحكيم السيالكوتي ومولانا نور محمد المدقق والعقد النامي والفوائد الشافية إلى غير ذلك من الأسفار والله أسأل التوفيق لإتمامه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم, إنه تعالى ملك كريم جواد برّ رؤوف رحيم. قال الشيخ: (بسم الله الرحمٰن الرحيم) ابتدأ كتابه بالتسمية اقتداء بكتاب الله عزوجل وامتثالا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ½كل أمر ذي بال لا يبدء فيه بـ½بسم الله الرحمٰن الرحيم¼ فهو أقطع¼ واقتفاء بأسلوب السلف رحمهم الله تعالى وشكراً لإنعام الله الذي تاليف هذا الكتاب أثر من آثاره وزيادة له لقوله تعالى: ﴿ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡ﴾ [إبراهيم: ٧] وإنما لم يصدر بحمد الله تعالى بأن جعله جزءً من كتابه اقتداء بأكثر كتب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى بعض الملوك والأمراء حيث صدرت بالتسمية دون التحميد, ولا يلزم من ذلك مخالفة الحديث: ½كل أمر ذي بال لم يبدء فيه بحمد الله فهو أجزم¼ لجواز أنه جاء بالحمد من غير أن يجعله جزءً من كتابه لأن المأمور به هو التلفظ سواء كان معه الكتابة أو لا, ولا يلزم من ترك الأول ترك الثاني, وقد أمرنا بحسن الظن مع المؤمنين, على أن التسمية أيضا تشتمل على التحميد فذكرها يغني عن ذكره لا سيما إذا كان المراد بحمد الله في الحديث ذكر الله, ويؤيده ما جاء في رواية أخرى ½لم يبدء فيه بذكر الله¼, وأيضا التصدير بحمد الله أمر مستحب وترك المستحب لا يوجب الملامة, وبهذا يظهر الجواب عن توهم مخالفة أسلوب الكتاب العزيز وأسلوب السلف فإنه أيضا أمر مستحب لا واجب, ولما كان النحوي يبحث عن أحوال الكلمة والكلام من حيث الإعراب والبناء وما يتعلق بهما وهذه الأحوال عوارض ذاتية لهما وما يبحث في علم عن عوارضه الذاتية فهو موضوع ذلك العلم فكان الكلمة والكلام موضوعي علم الإعراب بدء المصنف بتعريف الكلمة والكلام؛ لأن معرفة أحوال الشيء مسبوقة بمعرفة ذلك الشيء وبدء بتقسيمهما أيضا حيث قال بعد تعريف الكلمة ½وهي اسم وفعل وحرف¼ وبعد تعريف الكلام: ½ولا يتأتى ذلك...إلخ¼ لأن التقسيم من تتمة التعريف فإن التعريف تصوير الشيء من حيث مفهومه والتقسيم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257