عنوان الكتاب: شرح الصدور

يا عائشة إن أصوات منكر ونكير في أسماع المؤمنين كالإثمد في العين وإن ضغطة القبر على المؤمن كالأم الشفيقة يشكو إليها إبنها الصداع فتغمز رأسه غمزا رفيقا ولكن يا عائشة ويل للشاكين في الله كيف يضغطون في قبورهم كضغطة الصخرة على البيضة.

فائدة.

قال بعضهم من فعل سيئة فإن عقوبتها تدفع عنه بعشرة أسباب أن يتوب فيتاب عليه أو يستغفر فيغفر له أو يعمل حسنات فتمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات أو يبتلى في الدنيا بمصائب فيكفر عنه أو في البرزخ بالضغطة والفتنة فيكفر عنه أو يدعو له إخوانه من المؤمنين ويستغفرون له أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه أو يبتلى في عرصات القيامة بأهوال تكفر عنه أو تدركه شفاعة نبيه أو رحمة ربه إنتهى.

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن الشخير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ {قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن من ضغطة القبر وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى باب الجنة.

وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب القبور عن الوليد بن عمرو بن وشاج قال بلغني أن أول شيء يجد الميت حركة عند رجليه فيقول ما أنت فيقول أنا عملك.

وأخرج إبن أبي الدنيا عن يزيد الرقاشي قال بلغني أن الميت إذا وضع في قبره إحتوشته أعماله ثم أنطقها الله تعالى ثم قالت أيها العبد المنفرد في حفرته إنقطع عنك الأخلاء والأهلون فلا أنيس لك اليوم غيرنا.

وأخرج عن عطاء بن يسار قال إذا وضع الميت في لحده فأول شيء يأتيه عمله فيضرب فخذه الشمال فيقول أنا عملك فيقول أين أهلي وولدي وعشيرتي وما خولني الله تعالى فيقول تركت


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331