عنوان الكتاب: شرح الصدور

عمرو في حديثه أنه الريحان وذهب بعض العلماء إلى حمله على المجاز وأن المراد خفة السؤال على المؤمن وسهولته عليه وأمنه وطيب عيشه وراحته وسعته عليه بحيث يرى مد بصره كما يقال فلان في الجنة إذا كان في رغد من العيش وسلامة وكذا في ضده قال القرطبي والأول أصح.

وأخرج أحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا في كتاب القبور عن وهب بن منبه قال كان عيسى عليه السلام واقفا على قبر ومعه الحواريون فذكروا القبر ووحشته وظلمته وضيقه فقال عيسى كنتم في أضيق منه في أرحام أمهاتكم فإذا أحب الله تعالى أن يوسع وسع.

وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن أبي غالب صاحب أبي أمامة أن فتى بالشام حضره الموت فقال لعمه أرأيت لو أن الله دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي قال إذن والله كانت تدخلك الجنة قال والله لله أرحم بي من والدتي فقبض الفتى فدخلت القبر مع عمه فقلنا باللبن فسويناه عليه فسقطت منه لبنة فوثب عمه فتأخر فقلت ما شأنك قال ملىء قبره نورا وفسح له مد بصره.

وأخرج من طريق محمد بن أبان عن حميد قال كان لي إبن أخت فذكر شبيها بهذه الحكاية إلا أنه قال فاطلعت في اللحد فإذا هو مد بصري قلت لصاحبي أرأيت ما رأيت قال نعم فليهنك ذلك قال فظننت أنه بالكلمة التي قالها.

وأخرج إبن أبي الدنيا في ذكر الموت عن أبي بكر بن أبي مريم عن الأشياخ قال كان شيخ من بني الحضرمي بالبصرة وكان شيخا صالحا وكان له إبن أخ يصحب القينات فكان يعظه فمات الفتى فلما أنزله عمه في قبره فسوى عليه اللبن شك في بعض أمره فنزع بعض اللبن ونظر في قبره فإذا قبره أوسع من جبانة البصرة وإذا هو في وسط منها فرد عليه اللبن ثم سأل إمرأته عن عمله فقالت


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331