عنوان الكتاب: شرح الصدور

وزوجته فإذا أبق الروح إلى النفس والتقيا نام الإنسان فإذا إستيقظ رجع الروح إلى مكانه وتفسير ذلك بأنك إذا كنت نائما واستيقظت كأن شيئا يثور إلى رأسك ومثل القلب كمثل الملك والأركان أعوانه فإذا أمرت النفس بالشر إشتهت وتحركت الأركان ونهاها الروح ودعاها إلى الخير فإن كان القلب مؤمنا أطاع الروح وإن كان كافرا أطاع النفس وعصى الروح فتنشط الأركان.

وأخرج إبن سعد في طبقاته عن وهب بن منبه قال خلق الله إبن آدم من التراب والماء ثم جعلت فيه النفس فيه يقوم ويقعد ويسمع ويبصر ويعلم ما تعلم الدواب ويتقي ما تتقى ثم جعلت فيه الروح فبه عرف الحق عن الباطل والرشد من الغي وبه حذر وتقدم واستتر وتعلم ودبر الأمور كلها.

وقال إبن عبد البر في التمهيد ذكر أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان أن عبد الرحمن بن القاسم بن خالد صاحب مالك قال النفس جسد مجسد كخلق الإنسان والروح كالماء الجاري واحتج بقوله تعالى {ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ} [1] الآية وقال ألا ترى أن النائم قد توفى الله نفسه وروحه صاعد ونازل وأنفاسه قيام والنفس تسرح في كل واد وترى ما تراه من الرؤيا فإذا أذن الله في ردها إلى الجسد عادت واستيقظ بعودها جميع أعضاء الجسد قال فالنفس غير الروح والروح كالماء الجاري في الجنان فإذا أراد الله إفساد ذلك البستان منع عنه الماء الجاري فيه فماتت جنانه فكذلك الإنسان.

قال إبن إسحاق قال عبيد الله بن أبي جعفر إذا حمل الميت على السرير كانت روحه بيد ملك يسير بها معه فإذا وضع للصلاة عليه وقف فإذا حمل إلى قبره سار معه فإذا ألحد ووري بالتراب أعاد الله نفسه حتى يخاطبه الملكان فإذا وليا عنه إختلع الملك نفسه فرمى بها إلى حيث أمر وهذا الملك من أعوان ملك الموتى إنتهى.


 

 



[1] سورة الزمر ، الآية : ٤٢.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331