عنوان الكتاب: شرح الصدور

وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كل جسد روحان أحدهما روح اليقظة التي أجرى الله العادة إنها إذا كانت في الجسد كان الإنسان مستيقظا فإذا خرجت من الجسد نام الإنسان ورأت تلك الروح المنامات والأخرى روح الحياة التي أجرى إليه الله العادة أنها إذا كانت في الجسد كان حيا فإذا فارقته مات فإذا رجعت إليه حيي وهاتان الروحان في باطن الإنسان لا يعرف مقرهما إلا من أطلعه الله على ذلك فهما كجنينين في بطن إمرأة واحدة.

وقال بعض المتكلمين الذي يظهر أن الروح بقرب القلب قال إبن عبد السلام ولا يبعد عندي أن يكون الروح في القلب قال ويجوز أن تكون الأرواح كلها نورانية لطيفة شفافة ويجوز أن يختص ذلك بأرواح المؤمنين والملائكة دون أرواح الكفار والشياطين ويدل على روح الحياة قوله تعالى {قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ} الآية ويدل على وجود روحي الحياة واليقظة قوله تعالى {ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ} الآية تقديره يتوفى الأنفس التي لم تمت أجسادها في نومها فيمسك الأنفس التي قضى عليها الموت عنده ولا يرسلها إلى أجسادها ويرسل الأنفس الأخرى وهي أنفس اليقظة إلى أجسادها إلى إنقضاء أجل مسمى وهو أجل الموت فحينئذ تقبض أرواح الحياة وأرواح اليقظة جميعا من الأجساد ولا تموت أرواح الحياة بل ترفع إلى السماء حية فتطرد أرواح الكافرين ولا تفتح لها أبواب السماء وتفتح أبواب السماوات لأرواح المؤمنين إلى أن تعرض على رب العالمين فيا لها من عرضة ما أشرفها إنتهى كلام الشيخ عز الدين.

قلت وما ذكره من أن الروح في القلب قد جزم به الغزالي في كتابه الإنتصار وقد ظفرت له بحديث.

أخرج إبن عساكر في تاريخه عن الزهري أن خزيمة بن حكيم السلمي ثم النميري قدم على النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فقال يا رسول


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331