عنوان الكتاب: شرح التهذيب

وقد استعير لها "هو"....................................

فالقضية على الأول تسمى ثلاثية وعلى الثاني ثنائية. قوله: [وقد استعير[1][2] لها "هو"] اعلم أنّ الرابطة تنقسم إلى زمانية تدلّ على اقتران النسبة الحكمية بأحد الأزمنة الثلاثة، وغير زمانية بخلاف ذلك، وذكر الفارابي[3] أنّ الحكمة الفلسفيّة[4] لما نقلت من اللغة اليونانية إلى  العربية وجد القوم أنّ الرابطة الزمانية في لغة العرب هي أفعال الناقصة[5] ولكن لم يجدوا[6] في تلك


 



[1]قوله: [وقد أستعير لها"هو"] اعلم أن الاستعارة لا بدّ لها من المستعير والمستعار والمستعار منه والعجز والافتقار، فشرع في بيان كل منها فالقوم الناقلون هم المستعيرون، والمستعار كلمة "هو" و"هي" والمستعار منه هو "الاسم" وعدم وجدانهم رابطة غيرَ زمانية في كلام العرب عند احتياجهم إليها "عجز وافتقارٌ". (تحفة)

[2]قوله: [وقد أستعير لها"هو"] هذه العبارة جواب عما يقال: ½أن كون الدالّ على النسبة الرابطة أداة¼ ممنوع بسند أن هو في "زيد هو قائم" يدلّ على النسبة وليس بأداة لأنه اسم. فأجاب بقوله: ½وقد استعير لها¼ أي: للدلالة على النسبة لفظة "هو" مثلا، يعني أن في أصل الوضع "هو" ليس بأداة ثم بالنقل والاستعارة أنه دل على المعنى النسبي التي هي معنى حرفي، فلا ضير. (تحفة)

[3]قوله: [الفارابي] هو محمد بن محمد بن طرخان أبو نصر الفارابي ولد في فاراب(على نهر جيحون)، ويُعرَف بـ"المعلّم الثاني" لشرحه لمؤلَّفات أرسطو (المعلم الأول)، أصله تركي كان يحسن اليونانية وأكثر اللغات الشرقية، توفي بدمشق سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. (مأخوذ من الأعلام للزركلي)

[4]قوله: [الفلسفية] أي: المنسوبة إلى الفلسفة كالحوقلة، قيل: لغة يونانية معناها"محبة الحكمة" مأخوذة من فيلسوف مخفف فيلاسوف أي: محب الحكمة، وفيلا: المحب وسوف: الحكمة. (تحفة)

[5]قوله: [أي الأفعال الناقصة] وليس المراد جميعها كما ترى أي: من ظاهر هذا الكلام، بل المراد الأفعال الوجودية منها كـ"كان وصار" وسائر متصرفتهما فاللام على الأفعال للعهد. (تحفة)

[6]قوله: [لكن لم يجدوا...آه] قد صرّح الرضي وغيره بحرفيّة "هو" وأخواته المتوسطة بين الموضوع والمحمول، فعلى هذا هذه الحكاية إن طابقت الواقع فاستقراء القوم ناقص بعدم ترتيب الكتب العربية وتهذيب مسائل الفنون الأدبية كما يكون الآن، ولتوغلهم في العلوم العقلية وعدم اعتنائهم بغيرها، وإن لم تطابق فاستقراء المعلم الثاني الذي هو الحاكي؛ لانهماكه في النقل من اليونانية إلى اللغة العربية واهتمامه بشان الترجمة. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304