عنوان الكتاب: شرح التهذيب

وتذكرة لمن أراد أن يتذكر من ذوي الأفهام، سيما الولدَُِ الأعزّ 

أو تفهيمه للغير[1]، والأول للمتعلم والثاني للمعلم. قوله: [من ذوي الأفهام] بفتح الهمزة جمع "فهم"، والظرف[2] إما في موضع الحال[3] من فاعل "يتذكر" أو متعلق بـ"يتذكر" بتضمين معنى الأخذ أو التعلم[4] أي يتذكر آخذاً أو متعلِّماً من ذوي الأفهام، فهذا أيضاً يحتمل الوجهين[5]. قوله: [سيما] "السِيىّ" بمعنى المِثل، يقال: ½هما سِيّان¼، أي مثلان، وأصل "سيّما" "لا سيّما" حذف "لا" في اللفظ[6].


 



[1]قوله: [تفهيمه للغير] أي:"جعلته تبصرة للمعلِّم المنتهى عند تفهيمه للغير أي المتعلّم. (منه)

[2]قوله: [والظرف] أي: الظرف الثاني و هو مِن ذوى الأفهام. (منه)

[3]قوله: [إما في موضع الحال] يعني: أن الظرف إما مستقر متعلق بمقدّر هو حال عن فاعل "يتذكر" أعني: عن الضمير المستتر الراجع إلى "مَن" الموصول فيكون تقدير الكلام ½وجعلته تذكرة لمن أراد أن يتذكر كائناً من ذوى الأفهام¼. وإما لغو متعلق بـ"يتذكر"، وإنما زاد قوله: "بتضمين معنى الأخذ والتعلم" لأن "يتذكر" لازم لا يتعدّى بكلمة "مِن" إلا أن يتضمّن شيئا يناسبها ويتعدى، والتضمين كثير في كلام العلماء كما في اوائل اكثر الكتب½ورتبته على كذا وكذا¼ وفي قول ابن الحاجب: ½المعاني المعتورة عليه¼.

[4]قوله: [بتضمين معنى الأخذ والتعلم] والتضمين هو: أن يقصد بلفظ معناه الحقيقي ويلاحظ معه معنى لفظ آخر يدل عليه بذكر بعض متعلقاته فتارة يجعل المذكور أصلا والمتضمن حالا كما في عبارة المحشي وتارة بالعكس كان يقال: ½جعلته تذكرة لمن أراد أن يأخذ ويتعلم مذكرا من ذوى الأفهام¼. (قم)

[5]قوله: [هذا أيضا يحتمل الوجهين] أي: كما أن قوله: ½لدى الإفهام¼ يحتمل الوجهين بكونه للمتعلّم وللمعلّم، كذلك هذا يعني قوله: ½من ذوى الأفهام¼ يحتمل أن يكون للمعلّم باعتبار كونه حالا ظرف مستقر وأن يكون للمتعلّم باعتبار كونه ظرف لغو متعلِّقا بـ"يتذكر" بالتضمين المذكور. (قم)

[6]قوله: [حذف"لا" في اللفظ] هذا جواب سوال مقدّر، تقرير الداخل: أن الذي استعمل بمعنى خصوصا أنما هو "لاسيما"، والمصنف حذف "لا" فكيف يكون سيما الواقع في كلام المصنف بمعنى خصوصا وتقرير الدفع: أن أصل اللفظ هو "لاسيما" ويتصرف فيه بتصرفات كثيرة لكثرة استعماله على ما صرّح به الشيخ الرضي، فمنها أنه قد يحذف فيه "لا" ويقال: سيما وأيضا يقال: سيّما بتشديد الياء وتخفيفها. (تحفة، التعليق)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304