عنوان الكتاب: شرح التهذيب

فهذا....................................................

هو من الغايات[1] ولها حالات ثلاث لأنها إما أن يذكر معها المضاف إليه أو لا وعلى الثاني إما أن يكون نسيا منسيا[2] أو منويّا فعلى الأَوّلين معربةٌ وعلى الثالث مبنيّة[3] على الضمّ. قوله: [فهذا] الفاء[4] إما على توهم "أما"............


 



[1]قوله: [الغايات] إنما سميت الظروف المبنية المقطوعة عن الإضافة غاياتٍ، لأن غاية الكلام في النطق كانت ما أضيفت هي إليه فلمّا حذف المضاف إليه صرن غايات في النطق، ينتهي بها الكلام. ثم اعلم: أن المسموع من ظروف الغايات"قبل" و"بعد" و"تحت" و"فوق" و"أمام" و"قدام" و"وراء" و"خلف" و"أسفل" و"دون" و"أول" ولا يقاس عليها ما هو بمعنا ها نحو"يمين" و"شمال" و"آخر" وغير ذلك. صرّح بذلك جماعة منهم الرضى. (تحفة، قم)

[2]قوله: [نسيا منسيا] النسي بكسر النون وفتحها كما في قوله تعالى: ﴿وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا [مريم:٢٣]. قال بعض المفسرين في تفسير الآية الشريفة: ½أي: شيئا حقيرا متروكا¼ ومعنى في الأردوية: ''بھولی بسری چیز"، وقوله: ½أو منويا¼ أي: شيئا ملتفتا إليه في الذهن. (تحفة)

[3]قوله: [وعلى الثالث مبنية] أي: على تقدير أن لا يذكر معها المضاف إليه وكان منويا. وذلك لمشابهتها الحرف في الاحتياج إلى ذلك المحذوف بخلاف الحالة الثانية؛ فانها لما كان المحذوف فيها نسيا منسيا غير مراد للمتكلم بها لم يكن محتاجا إليه، لتكون هذه الظروف مبنية للاحتياج إليه فمعنى كنت قبلا، أي: قديما وكنت بعدا، أي: آخرا وهكذا من غير ملاحظة شيء يعتبر التقدم والتأخر بالنسبة إليه وبخلاف الحالة الأولى فإنه وإن كان الاحتياج حاصلا لها مع وجود المصاف إليه أيضا لكن ظهور الإضافة فيها يرجح جانب الإسمية لاختصاصها بالأسماء. (قم)

[4]قوله: [إما على توهم "أما"...إلخ] دفع لما يرد على قول المصنف: "وبعد فهذا" من أن إيراد الفاء ههنا بما لا وجه له، بأن له وجهين، الأول: أن"أما" تذكر كثيرا في مثل هذا المقام فيتوهم أنها مذكورة في نظم الكلام ثم جعل توهمه بمنزلة التحقيق وأجري عليه حكمه، والثاني: أنْ يقال: أن لفظ "أما" مقدر في نظم الكلام و الفاء قرينة دالة عليه. والحق أن الفاء للتفسير؛ لأن توهم "أما" لم يعتبره أحد من النحويين، وتقديرها مشروط بكون ما بعد الفاء أمرا أو نهيا ناصبا لما قبلها أو مفسرا له، صرح به الرضي. والأولى أن يقال: إتيان الفاء لإجراء الظرف مجرى الشرط، كما ذكره الرضي في قوله تعالى: ﴿وَإِذۡ لَمۡ يَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَآ إِفۡكٞ قَدِيمٞ [الأحقاف:١١]. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304