عنوان الكتاب: شرح التهذيب

فيسمى معرفاً أو تصديقي يسمى حجة. فصل: دلالة اللفظ على تمام ما وضع له مطابقة وعلى جزئه تضمن وعلى الخارج التزام..........

قوله: [معرفا] لأنه يعرف ويـبين المجهول التصوري. قوله: [حجة] لأنها[1] تصير سبباً للغلبة على الخصم، و"الحجة" في اللغة الغلبة، فهذا من قبيل تسمية السبب باسم المسبب. قوله: [دلالة اللفظ] قد علمت[2] أنّ نظر المنطقي بالذات إنما هو في المعرف والحجة وهما من قبيل المعاني لا الألفاظ إلاّ أنه كما يتعارف ذكر الحدّ والغاية والموضوع في صدر كتب المنطق ليفيد بصيرة في الشروع كذلك يتعارف إيراد مباحث الألفاظ بعد المقدمة ليعين[3] على الإفادة


 



[1]قوله: [لأنها تصير سببا للغلبة] فإنك إذا قلتَ: ½العالم حادث¼ منعه الخصم ثم إذا استدللت عليه بأن "العالم متغير وكل متغير حادث" فقد غلبت عليه فالاستدلال عليه سبب للغلبة. واسمها في اللغة الحجة فسمّي باسمه من قبيل تسمية السبب باسم المسبب، وذلك كما يسمّون "الغيث" نباتا في قولهم: ½أمطرتِ السّماءُ نباتا¼ لكون الغيث سببا له. (تحفة)

[2]قوله: [قد علمت...آه] حاصل هذا الكلام السوالُ والجوابُ، تقرير السوال: إن المنطقي أنما يبحث عن المعرِّف والحجة، وهما من أقسام المعاني دون الألفاظ فإيراد مباحث الألفاظ في هذا الفن لا معنى له لعدم كونه من وظائفه، وتقرير الجواب: أن إيراد هذه المباحث في هذا الفن ليس بإعتبار أن المنطقي يبحث عنها بل ليعين على الإفادة والاستفادة كما أن إيراد ذكر الأمور الثلاثة في المقدمة لإفادة البيصرة في الشروع. أو إزاحة لِمَا يتوهم من أن مباحث الألفاظ مقاصد بالذات لإيرادها في المقاصد بعد المقدمة وحاصل الإزاحة أنها مقصودة بالعرض وإيرادها في المقاصد لشدة الاتصال بين الألفاظ والمعاني. (تحفة)

[3]قوله: [ليعين على الإفادة والاستفادة] أي: إيراد مباحث الألفاظ ولم يقل لتوقف الإفادة والاستفادة على ذلك لعدم توقفهما على إيرادها بعد المقدّمة بجواز أن يُعلَم مباحث الألفاظ من كتاب آخر، نعم! أنهما موقوفتان على نفس مباحث الألفاظ لكن على إيرادها في هذا الكتاب بعد مقدمة فلا. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304