عنوان الكتاب: شرح التهذيب

وهو ملاحظة المعقول لتحصيل المجهول................

المَلَك والجنّ[1]، وكذا من التصديقات[2] ما يحصل بلا نظر كالتصديق بأنّ الشمس مشرقة والنار محرقة، ومنها ما يحصل بالنظر كالتصديق بأنّ العالَم حادث[3] والصانع موجود[4]. قوله: [وهو ملاحظة المعقول] أي "النظر" توجه[5] النفس نحو الأمر المعلوم[6] لتحصيل أمر


 



[1]قوله: [حقيقة المَلَك والجن] الملك جوهر مجرد عن المادّة في ذاته وفعله عند جمهور المتكلمين وعند البعض جسم نوراني يتشكل بأشكال مختلفة سوى الكلب والخنزير، لا يذكّر ولا يؤنّث. والجن جسم ناري سفلي يتشكل بأشكال مختلفة حتى الكلب والخنزير، يذكّر ويؤنّث. (تحفة بتغير)

[2]قوله: [كذا من التصديقات] أي: مِن التصديقات ضرورية ونظرية. اعلم: أن ضرورية التصديق ونظريته عند الحكماء باعتبار نفس الحكم فقط من غير ملاحظة الأطراف وعند الإمام باعتبار المجموع المركب من الأمور الأربعة بمعنى أن الضروري منه ما يكون جميع أجزائه ضروريا والنظري ما لا يكون جميع أجزائه ضروريا أعم من أن يكون جميعها نظريا أو لا، ضرورة أن انتفاء الجزء يوجب انتفاء الكل وكذا عند صاحب الكشف ومتابعيه كما لا يخفى، فالتصديق الضروري على مذهب الحكماء أعم منه على مذهب الإمام وصاحب الكشف، والتصديق النظري على مذهبهما أعم منه على مذهبهم. (قم)

[3]قوله: [العالم حادث] ودليله بطرز المنطقيين بأنه: العالم متغير وكل متغير حادث، فثبت: العالم حادث. (منه)

[4]قوله: [والصانع موجود] دليله بالشكل المنطقي، الصانع مؤثر في المصنوع الموجود وكل مؤثر في المصنوع الموجود موجود. فثبت: الصانع موجود. لأن المصنوع الموجود ممكن ولا بدّ للموجود الممكن من موجِد موجود يرجح أحدَ طرفيه وهو الصانع. (تحفة)

[5]قوله: [النظر توجه النفس] إشارة إلى أن الملاحظة بمعنى "توجه النفس" والمراد من النفس "النفس الناطقة". (تحفة)

[6]قوله: [نحو الأمر المعلوم] الذي حصل صورته في العقل فلا يخفى أنه لو قال: "الأمر المعقول" لكان أنسب بعبارة المتن وأوفق لما سيذكره من وجه العدول عن لفظ "المعلوم" إلى لفظ "المعقول". (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304