عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

بسلب اتصالهما[1] فالقضية نحو: "ليس البتة كلما كانت الشمس طالعة كان الليل موجوداً"، وكذلك اللزومية الموجبة ما حكم فيها بالاتصال[2] بعلاقة، والسالبة ما حكم فيها بأنه ليس هناك اتصال بعلاقة، سواء لم يكن هناك[3] اتصال أو كان لكن لا بعلاقة، وأما الاتفاقية فهي ما حكم فيها بمجرّد الاتصال أو نفيه من غير[4] أن يكون ذلك مستنداً إلى العلاقة نحو: "كلما كان الإنسان ناطقاً فالحمار ناهق" و"ليس كلما كان الإنسان ناطقاً كان الفرس ناهقا"، فتدبر[5].


 



[1]قوله: [بسلب اتصالهما] أي: بسلب اتصال النسبتين سواء كانتا ثبوتيتين أو سلبيتين أو مختلفين، مثل: "ليس البتة كلما كانت الشمس طالعة كان الليل موجودا" و"ليس البتة كلما لم يكن الشمس طالعة لم يكن الليل موجودا" و"ليس البتة لم يكن الشمس طالعة فالنهار موجود" و"ليس البتة كلما كانت الشمس طالعة لم يكن النهار موجودا". (تحفة)

[2]قوله: [بالاتصال بعلاقة] أي: باتصال النسبتين مطلقا بعلاقة، وقِسْ عليه قوله: ½ليس هناك اتصال بعلاقة¼. مثال الموجبة: كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، ومثال السالبة: ليس كلما كانت الشمس طالعة فالليل موجود. (تحفة)

[3]قوله: [سواء لم يكن هناك...إلخ] لأن انتفاء المقيد قد يحصل بانتفاء المقيد والقيد جميعا، وتارة بانتفاء القيد فقط، مثال الأول: ليس البتة كلما كانت الشمس طالعة فالليل موجود، ومثال الثاني: ليس البتة كلما كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق؛ فإنه وإن كان بين نطق الإنسان ونهق الحمار اتصال اتفاقي لكن لا بعلاقة؛ فإن نطق الإنسان ليس علة لنهق الحمار. (تحفة)

[4]قوله: [من غير أن يكون ذلك مستندا إلى العلاقة] لا أن يكون بدون العلاقة؛ لأن الاتفاقية ما حكم فيها بمجرد الاتصال والتوافق في الواقع بدون لحاظ العلاقة سواء كان بينهما علاقة أو لا. فتحقق العلاقة في نفس الأمر لا يضرّ لصدق الاتفاقية، فالفرق أن العلاقة ملحوظة في اللزومية دون الاتفاقية. (تحفة)

[5]قوله: [فتدبر] إشارة إلى أن أقسام الشرطية ثلاثة؛ فإن الحكم فيها إما باللزوم فلزومية، وإما بالاتفاق فاتفاقية، أو بالإطلاق فمطلقة، فترك القسم الثالث مما لا وجه له، والجواب عنه أن المطلقة لا تحقّق لها بدون اللزومية أو الاتفاقية فهي داخلة تحتهما. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304