عنوان الكتاب: شرح التهذيب

والعمدة في طريقه الدوران والترديد.....................

هذا[1]. ولكن لا يخفى أنّ المصنف عدل في تعريفي الاستقراء والتمثيل عن المشهور[2] إلى المذكور دفعاً لهذا التوهم بالتسامح وهل هو إلاّ كرّ[3] على ما فرّ[4] عنه. قوله: [والعمدة في طريقة الدوران والترديد] واعلم أنه لا بد في التمثيل من ثلاث مقدمات، الأولى أنّ الحكم


 



[1]قوله: [هذا] أي: اعلم هذا إذا عرفت. (تحفة بحذف)

[2]قوله: [عن المشهور] أعني: الاستقراء هو الحكم على كلي لوجوده في أكثر جزئياته، والتمثيل هو الحكم على جزئي مشارك لجزئي آخر في علة الحكم عليه. ولما كان في كل من التعريفين المشهورين تسامح؛ إذ الحكمان المذكوران في تعريف الاستقراء والتمثيل عين نتيجتهما لأنفسهما عدل المصنف عنهما وتركهما واستنبط منهما تعريفين لا يتوهم عنهما هذا التسامح، فعلّة العدول دفع التوهم، وبه لم يعلم أن في ما ذكره من التعريفين أيضا تسامحا، والمصنف فرّ عن تسامح وكرّ إلى تسامح آخر. فالتسامحان وإن تغايرا لكنهما مشتركان في أصل التسامح كما لا يخفى. (تحفة)

[3]قوله: [هل هو إلا كرّ...إلخ] يعني: ليس هذا العدول إلا رجوعا على ما فرّ عنه وهو التسامح كما عرفت. وهذا مثل مشهور يُضْرَب لمن ترك أمرا احترازا عن بلاء فيه واختار بلاء سواء كان عين البلاء الأول أو بلاء آخر. واعلم أن "كرّ" على وزن "فرّ" فعل ماضي معروف بمعنى رجع، ثم هو إما باقٍ على الفعلية؛ لأن الفعل قد يحذف بعد"إلا" مثل: ما أنت إلا سيرا أي تسير سيرا، و"ما" مصدر بتقدير أن المصدرية أو بدونه كما في"تسمع بالمُعَيْدِيّ خير من أن تراه". فههنا"أنْ" محذوفة قبل تسمع. أقول: لعل رواية هذا التطويل بلا طائل بلغ المحشي المدقق، وإلا فعند الدراية أنه مصدر فلا يلزم التطويل الخالي عن التحصيل، ولو قال قائل هذا المثل: ½بل هذا إلا كرّ على ما كرّ عنه¼ لكان له لطف؛ لأن الكرّ إذا كان صلته"على" كان بمعنى العطف وإذا كان صلته"عن" كان بمعنى الرجوع، فكان المعنى على هذا "عطف على ما رجع عنه". (تحفة)

[4]قوله: [ما فرّ عنه] يقال في جوابه: إن تعريف المصنف للاستقراء والتمثيل بالتصفح والبيان تعريف بالسبب، بخلاف التعريف المشهور لهما؛ فإنه تعريف بأثره المترتب عليه فالأول يجيء في كلامهم كثيرا، كتعريفهم التناقض بالاختلاف والعكس بالتبديل بخلاف الثاني، فافترق التسامحان فكان وجها للعدول، ولم يلزم القرار على ما عنه الفرار. فافهم. (تحفة بتصرف)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304