عنوان الكتاب: شرح التهذيب

يتألف من اليقينيات، وأصولها...........................

مشهورة وأخرى مخيلة لا يسمى جدليا[1] بل شعرياً[2]، فاعرفه. قوله: [من اليقينيات] اليقين هو التصديق الجازم المطابق للواقع الثابت، فباعتبار "التصديق" لم يشمل الشك[3] والوهم والتخيـيل وسائر التصورات، وقيدُ "الجزمِ" أخرج الظنَ[4]، و"المطابقةِ" الجهلَ المركب[5]، و"الثابتِ" التقليدَ، ثم المقدمات اليقينية إما بديهيات أو نظريات منتهية إلى البديهيات لاستحالة الدور أو التسلسل[6]. قوله: [وأصولها] فأصول اليقينيات هي البديهيات، والنظريات متفرعة عليها، والبديهيات ستة أقسام بحكم الاستقراء، ووجه الضبط أنّ القضايا البديهية إما أن يكون تصور طرفيها مع النسبة كافياً في الحكم والجزم أو لا يكون، فالأول هو الأوليات والثاني إما أن يتوقف على واسطةٍ غير الحس الظاهر أو الباطن أو لا الثاني المشاهدات، وتنقسم إلى مشاهدات بالحس الظاهر وتسمى حسيات، وإلى مشاهدات بالحس الباطني وتسمى وجدانيات،


 



[1]قوله: [لا يسمى جدليا] لأن المخيّلة أدون من المشهور؛ لأن هذا يفيد جزما يقينيا ومرتبة الجزم وإن كان غير يقيني  أعلى من التخييل المستفاد من المخيلة، فالواجب أن لا يكون في الجدل المفيد للجزم الغير اليقيني ما يفيد التخييل. (تحفة)

[2]قوله: [بل شعريا] لأن الأدنى لو كان بعض أجزائه أعلى لا بأس به بخلاف الأعلى. (تحفة)

[3]قوله: [لم يشمل الشك والوهم] الشك عبارة عن تساوي الطرفين، فليس فيه إذعان النسبة، والوهم هو الطرف المرجوح الذي لم يتعلق به الإذعان بل تعلق بالطرف الراجح. (تحفة)

[4]قوله: [وقيد الجزم أخرج الظنّ] لأنه يحتمل النقيض، والجزمُ عبارة عن عدم احتماله. (تحفة)

[5]قوله: [الجهل المركب] فإنه الاعتقاد غير مطابق للواقع بأن زيدا قائم، والحال أنه ليس بقائم، بل جهل عن عدم قيامه، ومن اعتقد أن اعتقاده مطابق للواقع فقد جهل عن جهله فصار جهله مركبا من جهل، أي ذلك الجهل. فافهم. (تحفة)

[6]قوله: [لاستحالة الدور والتسلسل] فإن سلسلة اكتساب النظريات لو لم تكن منتهية إلى البديهيات، فإما أن تذهب لا إلى نهايةٍ فيلزم التسلسل أو تعود فيلزم الدور، وكلاهما محالان. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304