عنوان الكتاب: شرح التهذيب

والسادس أنه في أيّ مرتبة هو ليقدم على ما يجب ويؤخر عما يجب، والسابع القسمة والتبويب ليطلب في كل باب ما يليق به، والثامن الأنحاء التعليمية 

قوله: [في أيّ مرتبة هو] كما يقال: ½إنّ مرتبة المنطق أن يشتغل به بعد تهذيب الأخلاق وتقويم الفكر ببعض الهندسيات¼، وذكر الأستاذ في بعض رسائله: أنه ينبغي[1] تأخيره في زماننا هذا عن تعلّم قدر صالح من العلوم الأدبية لما شاع من كون التداوين باللغة العربية. قوله: [القسمة] أي قسمة العلم والكتاب بحسب أبوابهما، فالأول كما يقال: أبواب المنطق تسعة الأول "إيسا غوجي" أي الكليات الخمس، الثاني "التعريفات"، الثالث "القضايا"، الرابع "القياس وأخواته"، الخامس "البرهان"، السادس "الجدل"، السابع "الخطابة"، الثامن "المغالطة" التاسع "الشعر"، وبعضهم عدّ بحث الألفاظ بابا آخر فصار أبواب المنطق عشرة كاملة، والثاني كما يقال إنّ كتابنا هذا مرتب على قسمين، القسم الأول في المنطق وهو مرتب على مقدمة ومقصدين وخاتمة، المقدمة في بيان الماهية والغاية والموضوع، والمقصد الأول في مباحث التصورات والمقصد الثاني في مباحث التصديقات، والخاتمة في أجزاء العلوم. القسم الثاني في علم الكلام وهو مرتب على كذا أبواب، الأول في كذا، كما قال في "الشمسية" ورتبته على مقدمة وثلاث مقالات وخاتمة. وهذا الثاني شائع كثير فلا يخلو عنه كتاب. قوله: [الأنحاء التعليمية] أي: الطُرُق المذكورة في التعاليم لعموم نفعها في العلوم وقد اضطربت كلمة الشراح ههنا وما نذكر


 



[1]قوله: [أنه ينبغي...إلخ] قد كان سابقا يُعلِّمون الصبيان أوّلا علم الهندسة، ويهذِّبون أخلاقهم بعلم تهذيب الأخلاق، ثم يُعلِّمون المنطق، والأحسن الآن أن يقدم حفظ القرآن للصبيان ثم يضبط لهم نبذ من قوانين الصرف والنحو اللذين هما للعلوم أبوان، ويؤخر الهندسة عن تعليم المسائل الفقهية على قدر الضرورة وصحيحٍ من صحاح الأحاديث وفنِ الميزان، كما هو العمل الآن لأكثر أهل الإيمان. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304