عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

يليها أحد المستويـين والآخر الهمزة بعد ثبوت أحدهما لطلب التعيين ومن ثم لم يجز أ رأيت زيدا أم عمروا ومن ثم كان جوابها بالتعيين دون ½نعم¼ أو ½لا¼ والمنقطعة كـ½بل¼ والهمزة مثل إنها لإبل أم شاة

فالمعنى أنّ ½أمْ¼ المتصلةَ لا تفارق همزة الاستفهام أعمّ من أن تكون الهمزة لفظاً كما مرّ أو تقديراً كقول الشاعر ÷ لَعَمْرِيْ مَا أَدْرِيْ وَإِنْ كُنْتَ دَارِياً ÷ بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الْجَمْرَ أَمْ بِثَمَانٍ ÷ أي: أَ بِسَبْعٍ إلخ (يليها) أي: يلي ½أمْ¼ المتصلةَ ويتّصل بها (أحدُ المستويَينِ) أي: المعطوفُ أو المعطوفُ عليه (و) يلي المستوي (الآخرُ الهمزةَ) أي: همزةَ الاستفهام ليكون ½أمْ¼ مع الهمزة بتاويل ½أيّ¼ ويكون المفردان الواقعان بعدهما بتاويل المضاف إليه لـ½أيّ¼ نحو ½أ زيد عندك أم عمرو¼ أي: ½أيّهما عندك¼, ونحو ½أ في الدار زيد أم في السوق¼ أي: ½في أيّ الموضعين زيد¼ (بعد ثبوت أحدهما) متعلِّق بقوله ½يليها¼, أي: يليها أحدُ المستويين والآخرُ الهمزةَ بعد كون أحد المستويين ثابتاً عند المتكلم, وإنما يليها أحد المستويين مع كون أحدهما ثابتاً عند المتكلم (لطلب التعيين) من المخاطب؛ لأن ½أم¼ مع الهمزة بمعنى ½أيّ¼, و½أيّ¼ يستفهم بها عن التعيين, فإذا عَلِمتَ أنّ أحداً من زيد وبكر قد رآه المخاطبُ مثلاً لا على التعيين قلت طلباً للتعيين: ½أ زيداً رأيتَ أم بكراً¼, وقد تجرّد الهمزة و½أم¼ عن معنى الاستفهام وتستعملان لمجرّد الاستواء بين الأمرين فهو معنى مجازيّ نحو قوله تعالى ﴿سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾ [البقرة:٦] أي: إنذارك وعدمه سيان عليهم (ومِن ثَمّ) أي: ومن أجْل أنّ ½أمْ¼ المتصلةَ يليها أحد المستويين والآخرُ الهمزةَ (لم يجز) قولك (½أ رأيت زيداً أم عمرواً¼)؛ لأن أحد المستويين وإن ولِي ½أمْ¼ لكنّ الآخر لم يل الهمزة, وقال سيبويه هو جائز حسن فصيح وإن لم يكن أحسن وأفصح, وهو الحقّ (ومن ثم) أي: ومن أجْل أنّ ½أم¼ المتصلةَ لطلب التعيين بعد العلم بأنّ أحد الأمرين ثابت (كان جوابها) أي: جواب ½أم¼ المتصلةِ (بالتعيين) أي: بتعيين أحد الأمرين؛ لأنّ المطلوب هو التعيين (دون ½نعم¼ أو ½لا¼) أي: لا يجوز جوابها بـ½نعم¼ أو ½لا¼؛ لأنهما لا يفيدان التعيين, فيقال في جواب من قال ½أ زيد في الدار أم بكر¼: ½زيد¼ أو ½بكر¼, ولا يقال ½نعم¼ أو ½لا¼ (و) ½أمْ¼ (المنقطعةُ كـ½بل¼ والهمزةِ) أي: مثلهما في الإضراب عن الكلامِ الأوّل والشكِّ في الثاني (مثل) قولك (½إنها) أي: القطيعة بالفارسية ½گلہ¼ (لإبل أم شاة¼) كأنه ظهر لك قطيعةٌ من بعيد ظننتَها إبلاً فقلتَ ½إنها لإبل¼ فلما


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257