عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

أخويه وقد يكون بغير لفظه مثل قعدت جلوسا وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا كقولك لمن قدم ½خير مقدم¼ ووجوبا سماعا مثل سقيا ورعيا وخيبة وجدعا وحمدا وشكرا وعجبا وقياسا في مواضع منها ما وقع مثبتا

أخويه) وهما المفعول المطلق للنوع والمفعول المطلق للعدد, فإنّ كلاًّ منهما يحتمل التعدد فيثنّى ويجمع نحو ½جلست جلوسين أو جلوسات¼ أي: جلست على نوعي الجلوس أو على أنواع الجلوس, أو جلست مرتين أو مرات (وقد يكون) المفعول المطلق (بغير لفظه) أي: بغير لفظ الفعل, إمّا باعتبار المادّة (مثل ½قعدت جلوسًا¼) وإمّا باعتبار الباب نحو ½أنبته الله نباتًا¼ وهذا عند المبرّد والكسائي وعليه الأكثرون, وعند سيبويه المفعول المطلق يجب أن يكون من لفظ الفعل إذا وجد الفعل من لفظه, وهو يقدر في أمثال هذا فعلاً من بابه فتقدير المثالين عنده ½قعدت وجلست جلوسًا¼ و½أنبته الله فنبت نباتًا¼, أمّا إذا لم يوجد الفعل من لفظه نحو ½حلفت يمينًا¼ فهو عنده أيضًا من غير لفظه للضرورة (وقد يحذف الفعل) الناصب للمفعول المطلق (لقيام قرينة) أي: وقت حصول قرينة دالة على الفعل المحذوف حاليةً كانت أو مقاليةً (جوازًا) أي: حذفًا جائزًا (كقولك لمن قدم) من سفره (½خيرَ مقدمٍ¼) تقديره ½قدمت قدومًا خيرَ مقدمٍ¼ فإنّ ½خير¼ وإن كان اسم تفضيل لكنه مصدر باعتبار الموصوف فإنه لما حذف الموصوف وأقيم الصفة مقامه أخذ حكمه, ثم حذف ½قدمت¼ للقرينة الحالية وهي القدوم من السفر (ووجوبًا) أي: حذفًا واجبًا (سماعًا) أي: سماعيًا لايعلم وجوب حذفه إلاّ بطريق السماع لعدم ثبوت ضابطة حذفه, بخلاف الحذف القياسيّ فإنّ له ضابطةً فيعلم بها بطريق الاستدلال (مثل ½سقيًا¼) تقديره ½سقاك الله سقيًا¼ (و½رعيًا¼) أي: رعاك الله رعيًا (و½خيبةً¼) أي: ½خاب خيبةً¼ (و½جدعًا¼) أي: ½جدع جدعًا¼ والجدع قطع الأنف أو الأذن أو الشفة أو اليد (و½حمدًا¼) أي: ½حمدت حمدًا¼ (و½شكرًا¼) أي: شكرت شكرًا (و½عجبًا¼) أي: عجبت عجبًا (و) قد يحذف الفعل الناصب للمفعول المطلق حذفًا واجبًا (قياسًا) أي: قياسيًّا يعلم وجوب حذفه بطريق الاستدلال لثبوث ضابطته (في مواضع) متعددة (منها) أي: من المواضع التي يجب فيها حذف الفعل الناصب للمفعول المطلق قياسًا, وإنما جاء بـ½من¼ التبعيضية تنبيهًا على أن تلك المواضع لا تنحصر فيما ذكر, فإنّ منها المصدر الذي يقصد به التوبيخ نحو ½أ قعودًا والناس قيام¼ (ما) أي موضع (وقع) فيه المفعول المطلق (مثبتًا)


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257