عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

عليّ ألف درهم اعترافا ويسمى تأكيدا لنفسه ومنها ما وقع مضمون جملة لها محتمل غيره نحو زيد قائم حقا ويسمى تأكيدا لغيره ومنها ما وقع مثنى مثل لبيك وسعديك

عليّ ألف درهم اعترافًا¼) فقوله ½اعترافًا¼ مضمونُ جملةِ ½له على ألف درهم¼, ولا احتمال لهذه الجملة مصدرًا من مصادر سوى الاعتراف, فوجب حذف فعله والتقدير ½اعترفت اعترافًا¼, وكذا قولك ½إنّ زيدًا لقائم قسمًا¼, وقول المجيب ½الله أكبر دعوةَ الحق¼ لأن ½الله أكبر¼ أوّل أذان الصلاة فهو دعاء إلى الصلاة لايحتمل غير كونه دعوةَ الحق (ويسمّى) هذا النوع من المفعول المطلق (تأكيدًا لنفسه) أي: تأكيدًا لذات المفعول المطلق؛ لأنه يؤكّد نفسه كما يؤكّد ½ضربًا¼ في ½ضربت ضربًا¼ نفسَه إلاّ أنّ المؤكَّد هاهنا مضمونُ المفرد أعني الفعل, وفي مسئلتِنا مضمونُ الجملة الاسمية, واعلم أن هذه التسمية من المتأخرين وإليه أشار بقوله ½يسمّى¼ بصيغة الاستقبال, وسمّى سيبويه الأول بـ½التأكيد الخاص¼ والثاني بـ½التأكيد العام¼ (ومنها) أي: من تلك المواضع (ما) أي: موضع (وقع) فيه المفعول المطلق حال كونه (مضمون جملة لها محتمل غيرَه) أي: غير المفعول المطلق, وفيه احتراز عن المفعول المطلق الذي وقع مضمون مفرد له محتمل غيره نحو ½القهقرى¼ في ½رجع القهقرى¼ فإنّ مضمون المفرد أعني الفعل من غير اعتبار إسناده إلى الفاعل أي: الرجوعَ يحتمل القهقرى وغيرَه (نحو ½زيد قائم حقًّا¼) فإنّ ½حقًّا¼ مفعول مطلق وقع مضمونَ جملةِ ½زيد قائم¼؛ لأن مضمونها الحقّ, ولهذه الجملة محتمل غيرَ الحق وهو الباطل, فوجب حذف فعله والتقدير: ½أحقّ حقًّا¼ بمعنى أثبت هذا القول إثباتًا, ويحتمل أن يكون صفةَ مصدر محذوف فالتقدير: ½أقول قولاً حقًا¼ لما قاله الرضى من أن جميع الأمثلة الواردة للمؤكِّد لغيره إمّا صريح القول مثل قوله تعالى ﴿ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ﴾ [مريم:٣٤] أي: ½قلته قولَ الحقّ¼ أو ما في معنى القول كقولك ½لأفعلنّه البتّة¼ أي: بتت الفعل البتة, أي: قطعته (ويسمّى) هذا النوع من المفعول المطلق (تأكيدًا لغيره) إن قلت محتمل الشيء لايكون غيرَه وهذا المفعول يؤكِّد أحد محتملاته فكيف يسمّى تأكيدًا لغيره؟ قلت: المغايرة بينهما اعتبارية فإنّ المؤكِّد ½حقًّا¼ باعتبار أنه منصوص عليه بلفظ المصدر والمؤكَّد أيضًا ½حقّ¼ باعتبار أنه محتمل الجملة (ومنها) أي: من تلك المواضع (ما) أي: موضع (وقع) فيه المفعول المطلق حال كونه مضافًا و(مثنّى) أي: على صيغة التثنية وإن لم يكن للتثنية بل للتكرير والتكثير (مثل ½لبيك¼) فإنه وقع مضافًا ومثنّى فوجب حذف فعله والتقدير ½ألبّ لك إلبابين¼ أي: أقيم لطاعتك إقامة كثيرة (و) كذا (½سعديك¼) أي: أسعدك إسعادًا بعد إسعاد


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257