عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وإذا نودي المعرف باللام قيل يا أيها الرجل ويا هذا الرجل ويا أيّهذا الرجل والتزموا رفع الرجل لأنه المقصود بالنداء وتوابعه لأنها توابع معرب وقالوا ½يا الله¼ خاصة ولك في

الوقوع والكثرة يناسبها التخفيف, ولأجل التخفيف يحذف الألف أيضًا في ابن وابنة خطًّا, فإن لم يكن المنادى علَمًا, أو لم يكن موصوفًا أصلاً, أولم يكن موصوفًا بابن أو ابنة, أولم يكن الابن أو الابنة مضافًا إلى علَم آخر لايختار الفتح, بل لا يجوز (وإذا نودي المعرّف باللام) أي: إذا قصد نداؤه ونظيره قوله تعالى ﴿إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ﴾ [المائدة:٦] أي: إذا قصدتم القيام إليها, وقوله تعالى ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ﴾ [النحل:٩٨] أي: إذا قصدت قرأته إلخ, (قيل) بتوسط ½أيّ¼ مع هاء التنبيه بين حرف النداء والمعرّف باللام نحو (½يا أيها الرجل¼) وقد حذف حرف النداء في التشهد ½السلام عليك أيّها النبيّ¼ أي: السلام عليك ياأيها النبي, (و) بتوسط ½هذا¼ مثل (½يا هذا الرجل¼ و) بتوسط الأمرين معًا مثل (½يا أيهذا الرجل¼) وإنّما وسّط هذه المبهمات؛ لئلا يقف الذهن عندها ويقع النداء على ما قصد نداؤه, فإنّ النداء لا يقع إلاّ على ما هو معلوم الماهية, ولذا لا يقال ½يا شيء¼ إلاّ إذا قصد التحقير (والتزموا) أي: النحاة (رفع الرجل) أي: رفع المعرّف باللام المقصود بالنداء مع أنه صفة المنادى وحقّه جواز الوجهين الرفع والنصب (لأنه) أي: المعرّف باللام (المقصودُ بالنداء) بحسب الواقع لا ½أيّ¼ ولا اسم الإشارة؛ فإنهما إنّما لدفع التقاء آلتي التعريف, فالتزموا رفعه تنبيهًا على أنه المنادى حقيقةً وإن كان صفة بحسب اللفظ (وتوابعِه) بالجر عطف على ½الرجل¼, أي: التزم النحاة رفع توابع الرجل سواء كانت مفردة نحو ½يا أيها الرجلُ الكريمُ¼ أو مضافة مثل ½يا أيها الرجل ذو الكرم¼ ولم يجوّزوا الوجهين فيها (لأنها) أي: توابعَ الرجل (توابع) منادى (معربٍ) مرفوعٍ, وجواز الوجهين إنّما في توابع المنادى المبني (وقالوا) أي: النحاة (½ياالله¼) بغير توسيط المبهم وبقطع الهمزة (خاصّة) أي: خصّ خصوصًا, وهذا بمنزلة الاستثناء من قاعدة نداء المعرّف باللام, ووجه الاستثناء امتناع توسيط ½أيها¼ بين لفظ الجلالة وحرف النداء؛ لأن ½أيّ¼ مبهم يحتمل التعدد و½ها¼ للتنبيه, والله سبحانه تعالى عن الإبهام واحتمال التعدد والتنبيه, وإليه أشار مجدّد المائة الماضية قامع الفرق الضالّة إمام أهل السنة الشيخ الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمٰن في "الملفوظ", وأما ½هذا¼ فإنه وإن جاز الإشارة به إليه تعالى تجوّزًا كما في ½ذلكم الله ربي¼ لكنه يحمل على ½أيها¼ في هذا الباب طردًا للباب (و) جاز (لك) خطاب لمن يصلح له هذا الخطاب (في) منادى مفرد معرفة قُصِد ذكرُه مضافًا وكُرّر قبل ذِكر المضاف إليه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257