عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

الأرضِ هلاَّ اعْتَبَرتَ بمَن غُيِّبَ مِن أهلِكَ في بَطنِ الأرضِ مِمَّن غَرَّتْه الدنيا قبلَكَ؟ ثم سَبقَ به أجَلُه إلى القُبورِ وأنت تَراه مَحمُولاً تهاذيه أحِبَّتُه إلى المنزلِ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ[1].

الحديث مع الأموات

عن سيِّدِنا سعيدِ بنِ الْمُسيَّبِ رضي الله تعالى عنه قال: دَخَلنا مَقابِرَ المدينةِ مع أميرِ الْمُؤمِنين سيِّدِنا عليِّ بنِ أبي طالبٍ كرّم اللهُ تعالى وجهَه فنادَى: يا أهلَ القُبورِ السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله تُخبِرُونا بأخبارِكم أم تُرِيدون أن نُخبِرَكم؟ قال: فسَمِعنا صَوتًا مِن داخِل القبرِ يقول: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ الله وبرَكاتُه يا أمِيرَ المؤمِنين خَبِّرنَا عَمّا كان بَعدَنا، فقال عليٌّ: أمّا أزواجُكم فقد تَزوَّجنَ، وأمّا أموالُكم فقد اقتُسِمَت، وأولادُكم فقد حُشِرُوا في زُمرةِ اليَتامَى، والبِناءُ الَّذي شَيَّدتُم فقد سَكَنَه أعداؤُكم، فهذِه أخبارُ ما عِندَنا فما أخبارُ ما عِندَكم؟ فأجابَه ميِّتٌ: قد تَخَرَّقَت الأكفانُ وانْتَثرَت الشُّعُورُ وتَقَطَّعَت الْجُلودُ وسَالَت الأحداقُ على الْخُدودِ وسالَت الْمَناخِرُ بالقَيحِ والصَّديدِ وما قَدَّمْناه وَجَدْناه وما خَلَفْناه خَسِرناه[2].


 



[1] ذكره جلال الدين السيوطي في "شرح الصدور"، صـ١١٦.

[2] ذكره جلال الدين السيوطي في "شرح الصدور"، صـ٢٠٩، وابن عساكر في"تاريخ مدينة دمشق"، ٢٧/٣٩٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403