عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

تفهيمُ الْمُبَالَغَةِ لا الْمَرَّاتِ، فإن لَمْ يَكُنْ جاءَ إلاّ مَرَّةً واحِدَةً فهُوَ كاذِبٌ[1]. فليَتَفَكَّرْ العبدُ هكذا: هَلْ أَمْدَحُ أَحَدًا كَذِبًا؟ وهَلْ أَغْتَابُ؟ وهَلْ يَحْزَنُ قلبُ أحَدٍ بكلاَمِي؟ وهَلْ أَنْدَمُ بَعْدَ أَنْ تكَلَّمْتُ وأَرْجِعُ عَنْ قَوْلِي، وأَتَأَسَّفُ؟ وهَلْ أَبُوْحُ بسِرِّيْ أوْ بسرِّ غَيْرِي؟ فإذا ظَهَرَ له أنّه لَيْسَ فيه ضَرَرٌ ولا منفعة، ولا ثوابٌ ولا إثْمٌ يَبْقَى فيه ضَرَرٌ بمِثْلِ هَذا الكلامِ بالرغم من كلِّ ذلك؛ إذْ لو قالَ: لا إلهَ إلاّ الله محمد رسولُ الله، أَوْ صلَّى على الحبيب الْمُصْطَفَى بَدَلاً مِن الفضول مِن هذا الكلامِ لَكَان له نَفْعٌ عَظِيْمٌ، وهذا استثمارٌ لوَقْتِهِ بشكلٍ صحيحٍ، وضيَاعُ هذا الرِّبْحِ العظيمِ من الْخُسران.

طريقة الصمت

أيها الإخوة! فضولُ الكلامِ ليسَ بذَنْب ولكِنَّ فِيْهِ حِرْمَانًا وأَضْرَارًا، فلا بُدَّ مِنْ الْحذَر مِنْ فضول الكلام، ويا لَيْتَنَا نلزمُ الصَّمْتَ عَن الفضُوْل، وقال سيدُنا مُوَرِّق الْعِجْلِيُّ رحمه الله تعالى: أَمْرٌ أَنَا في طَلَبهِ مُنْذُ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فلَمْ أَقْدِرْ عليه ولَسْتُ


 



[1] "رد المحتار"، كتاب الحظر والإباحة، ٩/٧٠٥ و"بهار شريعة"، ٣/٥١٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403