عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

طريقة ممتازة لحفظ الكلام عن العبث

مَن أرادَ أن يَقِلَّ كلامُه حَتْمًا نُقَدِّمُ له طريقةً مُمْتَازَةً لِتَنْقيحِ كلامِهِ وحِفْظِه عن الْعَبَثِ واللغوِ بما لا طائِلَ تَحْتَهُ مِن كِتاب "إحْياءِ علومِ الدِّيْنِ" لِلإمامِ الغزالي رحمه الله تعالى حيث يقولُ: إنّ الكلامَ أَرْبَعَةُ أقسامٍ: قِسْمٌ هو ضَرَرٌ مَحْضٌ وقِسْمٌ هو نَفْعٌ محضٌ وقسمٌ فِيه ضَرَرٌ ومَنْفَعَةٌ، وقِسْمٌ ليسَ فِيْهِ ضرَرٌ ولاَ مَنْفَعَةٌ، أَمّا الّذِي هو ضَرَرٌ مَحْضٌ فلا بُدّ مِن السُّكُوْتِ عنه، وكذلكَ ما فِيْهِ ضَرَرٌ ومَنْفَعَةٌ لا تَفِي بالضَّرَرِ، وأَمَّا ما لا مَنْفَعَةَ فيه ولاَ ضَرَرَ فهُوَ فضُوْلٌ، وَالاشتغالُ بهِ تَضْييْعُ زَمَانٍ وهُوَ عَيْنُ الْخُسْرَانِ فلا يَبْقَى إلاّ الْقِسْمُ الرَّابِعُ، فقَدْ سَقَطَ ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِ الكلامِ وبَقِيَ رُبُعٌ، وهَذَا الرُّبُعُ فِيْهِ خَطَرٌ إذْ يَمْتَزِجُ بمَا فِيْهِ إثْمٌ مِن دَقَائِقِ الرِّيَاء والتَّصَنُّعِ، والغيبةِ، وتَزْكَيِةِ النَّفْسِ، وفضُوْلِ الكلامِ امْتِزَاجًا يَخْفَى دَرْكُهُ فيَكُوْنُ الإنسانُ به مُخَاطِرًا[1].

السفيه يتكلم دون التفكر

أيها الإخوة في الإسلام! العاقِلُ مَن يُفَكِّرُ قَبْلَ أَنْ يتَكَلَّمَ، والسَّفِيْهُ من يتَكَلَّمُ ما يَشَاءُ دُوْنَ أَنْ يُفَكِّرَ حتَّى ولَوْ وَصَلَ إلى غايَةِ


 



[1] ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب آفات اللسان، ٣/١٣٨، ملخّصا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403