عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

فكُلَّما أكَلَ لُقمَةً وضَعَ في الزَّنبيل لُقمَتينِ، فبَينَما هُوَ كذلك إذا بالبابِ يُطرَقُ، فوَثَبَ الشَّابُّ وتَرَكَ الزَّنبِيلَ، فنَظَرَ سيِّدُنا موسى كليمُ الله على نبينا وعليه الصلاة والسلام فِيهِ وإذا بشَيخٍ وعَجُوزٍ قد كبِرَا حتَّى صار كالفَرخِ الَّذِي لا ريشَ له، فلمّا نَظَرَا إلى سيِّدِنا موسى كليمِ الله على نبينا وعليه الصلاة والسلام تبَسَّمَا وشهِدَا لَهُ بالرِّسالَةِ، ثم ماتَا، فلمَّا دخَل الشَّابُّ ونظرَ إلى الزنبيل قَبَّل يَدَ سيِّدِنا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقال: أنت موسى رسولُ الله؟ قال: ومَن أَعلَمَك بذلك؟ قال: هذانِ اللَّذانِ كانا في الزنبيل أبَوايَ قد كَبِرَا فحَمَلتُهما في الزَّنبِيلِ خوفًا عليهما، وكُنتُ لا آكُلُ ولا أشرَبُ إلاّ بعدَهما وكانا يَسأَلانِ اللهَ تعالى كُلَّ يومٍ أن لا يَقبِضَهُمَا حتَّى يَنظُرَا إلى سيِّدِنا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فلمَّا رَأَيتَهما ماتَا، علِمتُ أنّكَ سيِّدُنا موسى رسولُ الله، فقال لَهُ: أَبشِرْ فإنّكَ رفيقِي في الجنّة[1].

أيها المسلمون! هلْ رَأيتُمْ كيفَ أنَّ دَعوةَ الوالِدَينِ في حَقِّ ولَدِهما مُستَجابَةٌ؟ وكذلك دَعوتُهما علَى وَلَدِهِمَا عِندَ


 



[1] ذكره الصفوري في "نزهة المجالس"، باب بر الوالدين، ١/٢٦٦-٢٦٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403