عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

عَطْشَانُ فاسْقِنِي فلَمْ يُجِبْنِي فقُلْتُ: إنِّي عَارٍ فَاكْسِنِي فلَمْ يُجِبْنِي فأَلْقَيْتُ علَيْه صَخْرَةً، فقُلْتُ: إِنِّي مُلْقٍ علَيْكَ هذه الصَّخْرَةَ، فإِنْ كُنْتَ إِلَهًا فامْنَعْ نَفْسَك، فلَمْ يُجِبْنِي، فأَلْقَيْتُ علَيْه الصَّخْرَةَ فخَرَّ لِوَجْهِه، فأَقْبَلَ وَالِدِي، وقال: ما هَذَا؟ فقُلْتُ: هذَا الَّذِي تَرَى، فانْطَلَقَ أَبِي إلى أُمِّي، فأَخْبَرَهَا فقَالَتْ: هذَا الَّذِي نَاجَاني الله به، فقُلْتُ: يا أُمَّاه وما الَّذِي نَاجَاكِ به؟ فقَالَتْ: لَيْلَةً أَصَابَنِي الْمَخَاضُ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي أَحَدٌ فسَمِعْتُ هَاتِفًا يَهْتِفُ أَسْمَعُ الصَّوْتَ ولا أَرَى الشَّخْصَ، وهو يَقُوْلُ:

يا أَمَةَ الله على التَّحْقِيْقِ

أَبْشِرِيْ بالْوَلَدِ الْعَتِيْقِ

اِسْمُه في السَّمَاء صِدِّيْقٌ

لِمُحمّدٍ صَاحِبٌ ورَفِيْقٌ

فلَمَّا اِنْقَضَى كَلاَمُه نَزَلَ جِبْرِيْلُ عليه السلام على رَسُوْلِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم فسَلَّمَ علَيْه وقال: صَدَقَ أَبُوْ بَكْرٍ[1]، وذَكَرَه الشَّيْخُ الإمَامُ أَحْمَدُ الْقَسْطَلاَّنِيُّ رحمه الله تعالى في شَرْحِ صَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ.


 



[1] ذكره أحمد القسطلاني (ت٩٢٣هـ) في "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري"، كتاب مناقب الأنصار، ٨/٣٧٠-٣٧١، ملخصا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403