عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

خصَالِه: أنّه ما كانَ يَتَكَلَّمُ بفُضُوْلِ الكلامِ أَبَدًا، وما كانَ يَسْأَلُ عَنْ أَمْرٍ لا عَلاَقَةَ له بهِ، ولِلأَسَفِ نحنُ نَسْأَلُ عن أُمُورٍ لا عَلاَقَةَ لَنَا بها أَصْلاً دُوْنَ حاجَةٍ مثلاً: بكَم اشْتَرَيْتَ هذا؟ وكَمْ ثَمَنُ قِطْعَةِ أَرْضٍ في مَكَانِ كذَا؟ وعندما نَذْهَبُ إلى بَيْتِ أحَدٍ أو يَسْتَأْجرُ واحدٌ مِنَّا بَيْتًا جَدِيْدًا نَسْأَلُهُ: بكَم اشْتَرَيْتَ هذا الْبَيْتَ؟ وكَمْ غُرْفَةً فِيْهِ؟ وكَمْ أُجْرَتُه؟ وكَيْفَ يتعامَلُ صاحِبُ الْبَيْتِ مَعَك؟...

وأَمَّا هذا السُّؤَالُ الأَخِيْرُ فيكونُ سَبَبًا لِفَتْحِ بابِ الغيبة والتهمَةِ على الأَكْثَرِ؛ لأَنّ جَوَابَه دُوْنَ إذْنٍ شَرْعِيٍّ يكونُ على الأغلب مَمْلُوْءًا بالذُّنُوْب، مثلاً: صاحِبُ بَيْتِنَا سَيِّءُ الْخُلُقِ أوْ قاسِي الْقَلْب أَوْ مُتَعَوِّجٌ جدًّا أوْ سَفِيْهٌ أوْ شريرٌ أو بخِيْلٌ وكَذلك حِيْنَمَا يَشْتَرِي أَحَدٌ مَحَلاًّ جَدِيْدًا أوْ سَيَّارَةً أوْ دَرَّاجَةً آلِيَّةً نَسْأَلُه عَنْ ثَمَنهَا ومَتَانَتِهَا وشِرَائِهَا نَقْدًا أوْ نَسيْئَةً أوْ بالأَقْسَاطِ وكذَلِكَ المرِيْضُ المسكِيْنُ الذِي لا يَقْدِرُ على الكلامِ يَسْأَلُه مَنْ يَعُوْدُه عن تَفَاصِيْلِ جميعِ الأَشْيَاء خِلاَلَ الْمُعَالَجَةِ حتَّى عن نَتِيْجَةِ الأَشِعَّةِ ومُخْتَبَرِ التَّحَالِيْلِ الطِّبِّيّةِ وإن


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403