عنوان الكتاب: شرح الصدور

الأرض فإني وعدتهم أني أردهم فيها فإذا وضع المؤمن في لحده تقول له الأرض إن كنت لحبيبا إلي وأنت على ظهري فكيف إذا صرت في بطني سأريك ما أصنع بك فيفسح له في قبره مد بصره ويفتح له باب عند رجليه إلى الجنة فيقال له أنظر إلى ما أعد الله لك من الثواب ويفتح له باب عند رأسه إلى النار فيقال له أنظر ما صرف الله عنك من العذاب ثم يقال له نم قرير العين فليس شيء أحب إليه من قيام الساعة.

وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبد الله بن عبيد قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يقعد وهو يسمع خطو مشيعيه فلا يكلمه شيء أول من حفرته فيقول ويحك يا إبن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي وضنكي ونتني وهولي ودودي فماذا أعددت لي.

وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن عمرو قال إن العبد إذا وضع في القبر كلمه فقال يا إبن آدم ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الحق يا إبن آدم ما غرك بي قد كنت تمشي حولي فدادا قال فقلت.

لغطيف يا أبا أسماء ما فدادا قال أحيانا فقال له صاحبي وكان أسن مني فإذا كان مؤمنا وسع له وجعل منزله أخضر وعرج بنفسه إلى الجنة.

وأخرج أيضا عن يزيد بن شجرة قال يقول القبر للرجل الكافر والفاجر أما ذكرت ظلمتي أما ذكرت وحشتي أما ذكرت ضيقي أما ذكرت غمي.

وأخرج أيضا عن عبيد بن عمير قال إن القبر ليقول يا إبن آدم ماذا أعددت لي أما تعلم أني بيت الغربة وبيت الوحدة وبيت الأكلة وبيت الدود.

وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال ليس من ميت يموت إلا نادته حفرته التي يدفن فيها أنا بيت الظلمة والوحدة والإنفراد فإن كنت في حياتك لله مطيعا كنت عليك اليوم رحمة وإن كنت


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331