عنوان الكتاب: شرح الصدور

وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور وإبن منده عن عمر بن ذر قال إذا دخل المؤمن حفرته نادته الأرض أمطيع أم عاص فإن كان صالحا ناداه مناد من ناحية القبر عودي عليه خضرة وكوني عليه رحمة فنعم العبد كان لله ونعم المردود إليك فتقول الأرض الآن حين إستحق الكرامة.

وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور عن محمد بن صبيح قال بلغنا أن الرجل إذا وضع في قبره فعذب أو أصابه بعض ما يكره ناداه جيرانه من الموتى أيها المتخلف في الدنيا بعد إخوانه أما كان لك فينا معتبر أما كان لك في تقدمنا إياك معتبر أما رأيت إنقطاع أعمالنا هنا وأنت في المهلة فهلا استدركت ما فات وتناديه بقاع القبر أيها المغتر بظهر الأرض هلا اعتبرت بمن غيب من أهلك في بطن الأرض من غرته الدنيا قبلك ثم سبق به أجله إلى القبور وأنت تراه محمولا تهاذيه أحبته إلى المنزل الذي لا بد منه.

قال سفيان الثوري من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار.

وأخرج الخطيب في تاريخه عن يزيد الرقاشي قال بلغني أن الميت إذا وضع في قبره أحتوشته أعماله ثم أنطقها الله فقالت أيها المنفرد في حفرته إنقطع عنك الأخلاء والأهلون فلا أنيس لك اليوم غيرنا ثم يبكي يزيد ويقول فطوبى لمن كان أنيسه صالحا والويل لمن كان أنيسه عليه وبالا.

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن مالك قال ألا أخبركم بيومين وليلتين لم يسمع الخلائق بمثلهما أول يوم يجيئك البشير من الله إما برضى الله وإما بسخطه ويوم تقف فيه بين يدي الله تأخذ فيه كتابك إما بيمينك.

وإما بشمالك وليلة يبيت الميت في قبره لم يبت ليلة قبلها مثلها وليلة صبيحتها يوم القيامة ليس بعدها ليلة.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331