عنوان الكتاب: شرح الصدور

فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ليس قبلي مدخل فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ليس قبلي مدخل ويؤتى من قبل شماله فيقول الصوم ليس قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس ليس قبلي مدخل فيقال له إجلس فيجلس قد قربت مثلت له الشمس وقد قربت للغروب فيقال له أخبرنا عما نسألك فيقول دعني حتى أصلي فيقال إنك ستفعل فأخبرنا عما نسألك فيقول عم تسألوني فيقال له ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم يعني النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقنا واتبعنا فيقال له صدقت على هذا جئت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى ويفسح له في قبره مد بصره فذلك قول الله تعالى {يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا}[1] ويقال إفتحوا له بابا إلى النار فيفتح له باب إلى النار فيقال هذا كان منزلك لو عصيت الله فيزداد غبطة وسرورا يقال إفتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له فيقال هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد غبطة وسرورا فيعاد الجسد إلى ما بدأ منه من التراب وتجعل روحه في النسيم الطيب وهو طير خضر تعلق في شجر الجنة وأما الكافر فيؤتى في قبره من قبل رأسه فلا يوجد شيء فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيجلس خائفا مرعوبا فيقول له ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم وما تشهد به فلا يهتدي لاسمه فيقال محمد صلى الله عليه وسلم فيقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلت كما قالوا فيقال له صدقت على هذا جئت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فذلك قوله تعالى {وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا}[2] فيقال إفتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح


 

 



[1] سورة إبراهيم ، الآية : ٢٧.

[2] سورة طه ، الآية : ١٢٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331