عنوان الكتاب: شرح الصدور

ويأتيه ليأخذ ببطنه فيحول صيامه بينه وبينه ويأتيه ليأخذ بيده فتحول صدقته بينه وبينه ويأتيه ليأخذ برجليه فيحول قيامه عليهما في الصلاة وممشاه عليهما إلى الصلاة بينه وبينه فما يفزع المؤمن بعدها أبدا وإن من شاء الله من الخلق ليفزع فإذا رأى مقعده وما أعد له قال رب بلغني منزلي فيقال له إن لك إخوانا وأخوات لم يحلقوا بك فارجع فنم قرير العين وإن الكافر إذا أحتضر وخرجت روحه من جسده تقول الملائكة روح خبيثة من جسد خبيث فإذا أخرج من بيته إلى قبره فهو يحب ما أبطىء به ويصيح أين تذهبون بي فإذا دخل قبره ورأى ما أعد له قال {رَبِّ ٱرۡجِعُونِ}[1] لأتب وأعمل صالحا فيقال له قد عمرت ما كنت معمرا فيتضايق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فهو كالمنهوس ينام ويفزع وتهوي إليه هوام الأرض حياتها وعقاربها.

المنهوس بالمهملة والمعجمة معا يقال: نهسته الحية ونهشته.

وأخرج البزار وإبن جرير في تهذيب الآثار عن أبي هريرة رفعه قال إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين فود لو خرجت يعني نفسه والله يحب لقاءه وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض فإذا قال تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك وإذا قال إن فلانا قد مات قالوا ما جيء بروح ذاك إلينا وقد ذهب بروحه إلى أرواح أهل النار وإن المؤمن يجلس في قبره فيسأل من ربك فيقول ربي الله فيقال من نبيك فيقول نبيي محمد فيقال ماذا دينك فيقول ديني الإسلام فيفتح له باب في قبره ويقال له أنظر إلى مجلسك نم قرير العين فيبعثه الله يوم القيامة فكأنما كان رقدة وإذا كان عدو الله ونزل به الموت وعاين ما عاين فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبدا والله يبغض لقاءه فإذا أجلس في قبره يقال له من ربك فيقول لا أدري فيقال لا دريت


 

 



[1] سورة المؤمنون ، الآية : ٩٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331