عنوان الكتاب: شرح الصدور

سيئاتكم وقبل الله حسناتكم لا يزيد على هؤلاء الكلمات قال ذلك الرجل فأمسيت ذات ليلة فانصرفت إلى أهلي ولم آت المقابر فبينما أنا نائم إذا أنا بخلق كثير قد جاؤوني قلت من أنتم وما حاجتكم قالوا نحن أهل المقابر قلت ما جاء بكم قالوا إنك قد كنت عودتنا منك هدية عند إنصرافك إلى أهلك قلت وما هي قالوا الدعوات التي كنت تدعو بها قلت فإني أعود لذلك قال فما تركتها بعد.

وأخرجا أيضا عن أبي التياح قال كان مطرف يبدو فإذا كان يوم الجمعة أدلج وكان ينور له في سوطه فأقبل ليلة حتى إذا كان عند المقابر هوم وهو على فرسه فرأى كأن أهل القبور كل صاحب قبر جالس على قبره فقالوا هذا مطرف أتى يوم الجمعة قلت أو تعلمون عندكم يوم الجمعة قالوا نعم ونعلم ما يقول فيه الطير قلت وما يقولون قالوا يقولون سلام سلام يوم صالح.

قال في الصحاح هوم الرجل إذا هز رأسه من النعاس.

وأخرجا أيضا عن الفضل بن الموفق إبن خال سفيان بن عيينة قال لما مات أبي جزعت جزعا شديدا فكنت آتي قبره في كل يوم ثم إني قصرت عن ذلك فرأيته في النوم فقال يا بني ما أبطأ بك عني قلت وإنك لتعلم بمجيئي قال ما جئت مرة إلا علمتها وقد كنت تأتيني فأسر بك ويسر من حولي بدعائك قال فكنت آتيه بعد كثيرا.

وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء هاشم بن محمد قال سمعت رجلا من أهل علم يقول إنه كان يزور قبر أبيه فطال عليه ذلك فقلت أزور التراب فرأيته في منامي فقال يا بني ما لك لا تفعل كما كنت تفعل فقلت أزور التراب فقال لا تفعل يا بني فوالله لقد كنت تشرف علي فيبشرني بك جيراني ولقد كنت تنصرف فما أزال أراك حتى تدخل الكوفة.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331