عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

بالإمكان عند الفارابي وبالفعل عند الشيخ، فمعنى "كل ج ب بالإمكان" على رأي الفارابي هو أنّ كل ما صدق عليه "ج" بالإمكان صدق عليه "ب" بالإمكان، ويلزمه العكس[1] حينئذٍ، وهو أنّ بعض ما صدق عليه "ب" بالإمكان صدق عليه "ج" بالإمكان. وعلى رأي الشيخ معنى "كل ج ب بالإمكان"، هو أنّ كل ما صدق عليه ج بالفعل صدق عليه ب بالإمكان، فيكون عكسه على أسلوب الشيخ هو أنّ بعض ما صدق عليه "ب" بالفعل صدق عليه ج بالإمكان، ولا شك أنه لا يلزم من صدق الأصل حينئذٍ صدق العكس، مثلاً إذا فرض أنّ مركوب زيد بالفعل منحصر في الفرس[2] صدق كل حمار بالفعل مركوب زيد بالإمكان..................


 



[1]قوله: [فيلزمه العكس] وإلا يصدق نقيضه ونضمه مع الأصل بأن نجعل الأصل لإيجاب صغرى وهذا النقيض لكليةٍ كبرى ونقول: كل ج ب بالإمكان ولا شيء من ب ج بالضرورة، ينتج لا شيء من ج ج بالضرورة، وهو سلب الشيء عن نفسه، وهو محال، وهذا المحال إنما نشأ من صدق نقيضه، لكون الأصل مفروض الصدق والهيئة منتجة ومنشأ المحال محال. فهذا النقيض محال، فالعكس حق. (تحفة)

[2]قوله: [منحصر في الفرس] يعني: أنه ما ركب زيد إلا على الفرس في جميع عمره وأوقاته وإن يمكن ركوبه على الحمار وغيره أيضا. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304