عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

وصرح بذلك[1] المحقّق الطوسي[2] أيضاً في "نقد التنزيل". وأقول: إنّ في لزوم هذا الاعتبار أيضاً نظراً لصحة إرجاع المحمولات العامة إلى العرض الذاتي بالقيود المخصصة[3] كما يرجع المحمولات الخاصة إليه بالمفهوم المردّد[4]،     


 



[1]قوله: [بذلك] أي: لجواز كون محمولات المسائل عرضا غربية بالنسبة إلى موضوعاتها وعدم كونها أعراضا عامة غريبة بالنسبة إلى موضوع العلم. (تحفة)

[2]قوله: [المحقق الطوسي] مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حسن، الشَّيْخ نصيرُ الدّين، أبو عَبْد اللّه الطُّوسيّ، الفَيْلَسُوف. (المتوفى:٦٧٢ﻫ) كان رأسًا فِي عِلم الأوائل، لا سيما معرفة الرّياضيّ وصَنْعة الأرصاد، فإنّه فاق بِذَلِك على الكبار، قرأ على المعين سالم بن بدران الْمصريّ المعتزليّ الرافضيّ وغيره، وكان ذا حُرْمةٍ وافرة ومنزلةٍ عالية عند هولاكو. وكان يطيعه فيما يشير به والأموال في تصريفه. فابتنى بمدينة مَرَاغَة قُبّةً وَرَصَدًا عظيمًا واتّخذ فِي ذلك خزانةً عظيمةً عاليةً، فسيحةَ الأرجاء ومَلَأها بالكُتُب الّتي نُهِبَت من بغداد والشام والجزيرة، حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد. وقرّر بالرصد المنجّمين والفلاسفة والفُضَلاء وجعل لهم الجامكيّة. قَالَ الظَّهير الكازرُونيّ: مات المخدوم خواجا نصير الدّين أبو جعفر الطوسي في سابع عشر ذي الحجّة. ومصنَّفاته: شكل القطاع، يقال له: ½تربيع الدائرة¼ وأصول اقليدس وتجريد العقائد، يعرف بتجريد الكلام وتلخيص المحصل  مختصر المحصل للفخر الرازي، وحل مشكلات الإشارات والتنبيهات لابن سينا وشرح قسم الالهيات من إشارات ابن سينا وأوصاف الأشراف وتحرير المجسطي في الهيئة والحرارة والبرودة وتضاد فعليهما (رسالة). ["تاريخ الإسلام" للذهبي]

[3]قوله: [بالقيود المخصصة] فيكون المجموع من حيث هو عرضا ذاتيا وإن لم يكن كل واحد منه عرضا ذاتيا على نحو تعريف الإنسان بماشٍ مستقيم القامة؛ فإن كل واحد منهما عرض عام، لكن المجموع يخصّه كما مرّ في فصل المعرِّف. (تحفة)

[4]قوله: [بالمفهوم المردّد] توضيحه أن محمول بعض المسائل قد يكون أخص من موضوع العلم، فلا يكون عرضا ذاتيا له مع كونه مبحوثا في العلم كما أن امتناع الخرق محمول في مسئلة العلم الطبيعي وهي "كل فلك يمتنع عليه الخرق" مع أن امتناع الخرق ليس عرضا ذاتيا لموضوع العلم؛ لكونه أخصّ منه،لأن العناصر أيضا أجسام وهي قابلة للخرق، فقالوا: امتناع الخرق الذي هو من خواص الفلكيات مع ما يقابله كقبول الكون والفساد الذي هو من خواصّ العنصريات عرض ذاتي للجسم؛ فإن هذا المفهوم المردّد ليس خاصا بجسم، بل كلما يوجد جسم لا يكون خاليا عن أحدهما، فما يلحقه من حيث العموم كالتجرد والشكل الطبيعي من حيث الخصوص كامتناع الخرق والكون والفساد عرض ذاتي من حيث هو هو وإن لم يكن عرضا ذاتيا له من حيث الإطلاق أو الخصوص؛ فإن الشيء من حيث هو هو تسري إليه أحكام الأفراد وفيه نوع دقة. فافهم. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304