عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وضعف ع الواهب المائة الهجان وعبدها ÷ وإنما جاز الضارب الرجل حملا على المختار في الحسن الوجه والضاربك وشبهه في من قال إنه مضاف حملا على ضاربك

الإضافة, وبدليل قول الأعشي ÷ الواهبُ المائةِ الهجانِ وعبدِها ÷ فإن قوله ½عبدِها¼ عطف على قوله ½المائة¼ ومن أصول العطف أن ما قبل المعطوف عليه معاد ومعتبر مع المعطوف, فكأنه قال ½الواهب عبدِها¼ فهو من قبيل ½الضاربُ زيدٍ¼, فلوكان ممتنعًا لَمَا وقع في كلام البلغاء, وبالقياس على ½الضاربُ الرجلِ¼ و½الضاربُك¼, وأجاب المصـ عن الاستدلال بقوله (وضعف ع الواهبُ المائةِ الهجانِ وعبدِها) ÷ عُوْذًا يُزجِي خلفها أطفالها ÷ أي: ضعف الاستدلال بهذا القول؛ لأنه يحتمل أن يكون ½عبدِها¼ منصوبًا حملاً على محل ½المائةِ¼, ولأنه قد يتحمّل في التابع ما لا يتحمّل في المتبوع كما في ½رُبّ شاةٍ وسخلتِها¼ و½يا زيدُ الحارثُ¼, ثم قوله ½الواهبُ المائةِ¼ من قبيل إضافة اسم الفاعل إلى المفعول به أي: الذي يَهب المائةَ الهجانَ, وهي النوق البيض وهو صفة ½المائة¼, وقوله ½وعبدِها¼ عطف على ½المائة¼ أي: عبدِ تلك المائةِ, والمراد بـ½عبدِها¼ راعيها على الاستعارة من قبيل ذكر المشبّه به وإرادة المشبّه, شَبّهَ الراعيَ بالعبد في القيام بحقّ الخدمة, وقوله ½عُوْذًا¼ جمع عائذ بمعنى ½نوزائده¼ حالٌ من المائة, وقوله ½يُزجِي¼ أي: يسوق, وضميره الفاعل للعبد, وأجاب عن القياس بقوله (وإنما جاز) قولك (½الضاربُ الرجلِ¼ حملاً على) الوجه (المختار في ½الحسن الوجه¼) وهو جرّ ½الوجه¼ على الإضافة, أمّا الرفع فقبيح لخلو الصفة عن الضمير, وأمّا النصب ففيه تمحّل حيث جعل الفاعل مشبّهًا بالمفعول فنصب, ثُمّ وجه كونه محمولاً عليه أن المضاف في كليهما صفة والمضاف إليه في كليهما جنس معرّف باللام, فلما كان جواز ½الضارب الرجل¼ حملاً على المذكور لا قياسًا لم يجز قياس الآخر عليه, وأيضًا كان قياسًا مع الفارق (و) إنما جاز قولك (½الضاربك¼ وشبهه) أي: ½الضاربي¼ و½الضاربه¼ وغيرهما (في) قول (من قال) وهو سيبويه وأتباعه (إنه) أي: الضارب في ½الضاربك¼ (مضاف) إلى كاف الضمير, لا في قول من قال إنه غير مضاف (حملاً) أي: لكونه محمولاً (على ½ضاربك¼) ووجه الحمل أن المضاف في كليهما اسمُ فاعلٍ مضافٌ إلى ضمير متصل ساقطٌ عنه التنوينُ لاتصال الضمير, بخلاف ½الضارب زيد¼ فإنه ليس كك فلا يقاس عليه, وإنما جاز ½ضاربك¼ مع عدم حصول التخفيف بالإضافة؛ لأن التنوين إنما سقط بنفس اتصال الضمير؛ لأنهم إذا وصلوا اسم الفاعل أو المفعول مجرّدًا عن اللام بمفعوله المضمر المتصل التزموا الإضافة ولم يبالوا بعدم حصول التخفيف فقالوا ½ضاربك¼, ولما جوّزواه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257