عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

ولا يسوغ المنفصل إلا لتعذر المتصل وذلك بالتقديم على عامله أو بالفصل لغرض أو بالحذف أو بكون العامل معنويا أو حرفا والضمير مرفوع أو بكونه مسندا إليه صفة جرت على غير من هي له 

واعلم أن الضمير المرفوع المتصل يستتر في الفعل للواحد الغائب والواحدة الغائبة والصفة الواحدة جوازاً, وفي البواقي وجوباً (ولا يسوغ المنفصل) أي: لايجوز إتيان الضمير المنفصل (إلاّ لتعذّر المتصل) مستثنى مفرّغ , واللام في ½لتعذر¼ للتعليل أو للظرف بمعنى ½في¼, أي: لا يجوز إتيان الضمير المنفصل لشيء إلاّ لتعذّر إتيان المتصل, أو في وقت إلاّ في وقت تعذّر إلخ (وذلك) أي: تعذّرُ إتيان الضمير المتصل يكون (بالتقديم) أي: بسب تقديم الضمير (على عامله) نحو قوله تعالى ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ﴾ [الفاتحة:٤] (أو بالفصلِ) بين الضمير وعامله, الواقعِ (لغرض) من الأغراض التي لاتحصل إلاّ بالفصل بين الضمير وعامله, كأن يكون الضمير تابعاً أو واقعاً بعد ½إلاّ¼ كقوله تعالى ﴿ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ﴾ [البقرة:٣٥] وقولك ½جاءني زيد وأنت¼ و½ما ضرب زيداً إلاّ أنت¼, وكذا ما وقع بعد ½إمّا¼ المفيدةِ للشك في أول الأمر نحو ½جاءني إمّا أنت أو زيد¼, وإنما قال ½لغرض¼؛ لأنه لا يجوز المنفصل بالفصل الذي لا فائدة فيه فلا يقال ½ضرب زيد إياك¼؛ إذ لا غرض في الفصل لأن قولك ½ضربك زيد¼ بمعناه (أو بالحذف) أي: بسبب حذف عامله فإنه لا يوجد حينئذ ما يتصل به نحو ½إياك والأسد¼ (أو بكون العامل) أي: عامل الضمير (معنويًّا) فإنه يمتنع أن يتصل الضمير بالمعنى نحو ½أنت كريم¼ (أو) بكون العامل (حرفاً والضمير) الواو حالية, أي: والحال أنّ الضمير المعمول له (مرفوع) نحو ½ما أنت قائماً¼ إذ الضمير المرفوع لا يتصل بالحرف في لغة العرب (أو بكونه) أي: بكون الضمير (مسنداً إليه) أي: إلى ذلك الضمير (صفةٌ) أي: اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة, وقوله ½صفة¼ مرفوع على أنه نائب الفاعل لقوله ½مسنداً¼ (جرت) تلك الصفة (على غير مَن هي) ثابتة (له) والمراد بجَرَيان الصفة على غير مَن هي له أن تكون نعتاً للغير أو حالاً أو صلةً أو خبراً نحو ½هند زيد ضاربتُه هي¼ فإنّ ½هند¼ مبتدأ و½زيد¼ مبتدأ ثان و½ضاربته¼ خبر المبتدأ الثاني و½هي¼ فاعل ½ضاربتُه¼, فضمير ½هي¼ أُسنِد إليه ½ضاربتُه¼ وهي صفة جرت على غير مَن هي له؛ لأنها إنّما هي لـ½هند¼ وقد جَرَتْ على ½زيد¼ حيث وقعت خبراً له وهو غير مَن هي له, وكذا ½مررت بهند برجل ضاربتِه هي¼ و½زيد هند ضاربُها هو¼, وإنما


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257